|
حاصر حصارك لا مفر .. اضرب عدوك لا مفر .. سقطت ذراعك فالتقطها . وسقط قرب فالتقطني .. واضرب عدوك بي .. فأنت الآن حر .. وحر .. و حر قتلاك أو جراحك فيك ذخيرة .. فاضرب عدوك لا مفر .. حاصر حصارك لا مفر .
هذه الكلمات من إحدى قصائد الشاعر الكبير محمود درويش وقد غنتها المطربة المبدعة ماجدة الرومي أثناء الاعتداءات الوحشية التي شنها الكيان الصهيوني على .." قانا " بجنوب لبنان في التسعينات . وقد كان لهذه الكلمات تأثير قوي على الوجدان العربي عامة , وعلى وجدان القوميين و مثقفي مصر خاصة . ولعل ما تمر به مصر الآن من مؤامرات داخلية و خارجية تستبيح دماء أشقائنا الجنود والضباط في الأكمنة وتستهدف عامة المصريين في الشوارع , بل وتحمل الشر لمصر شعبا وأرضا , جعلني أتذكر صوت الرائعة ماجدة الرومي ممزوجا بصوت أمهات الشهداء الممتلئ بالألم والتحدي , تذكرت هذه الأم العظيمة التي قالت " ابني استشهد وهو بيدافع عن مصر ولسه أخوه حي خذوه يدافع عنها " إنها فقط امرأة مصرية .
في هذه اللحظة لمست بروحي كيف تكون الدموع زيتا يشعل النار في وجدان كل مصري , يخشى على هذا الوطن العظيم شعبا وأرضا , من كيد المعتدين الذين عثو في الأرض فسادا . أدركت أن قنابلهم لن تزيدنا إلا إصرارا .وان استمرارهم في تنفيذ العمليات التخريبية لن يزيدنا إلا صمودا , لان استعادة مصر لمكانتها التي تستحقها يعنى لنا الوجود .
لان " مصر وطن يسكننا " كما قال قداسة البابا شنودة , وأيضا لأننا نرى مصر بعيون الزعيم مصطفى كامل وتعيش فينا عبارته الشهيرة " لو لم أكن مصريا لوددت إن أكون مصريا " وحبنا لها تأسيا بالنبي محمد صلى الله عليه وسلم , الذي انفطر قلبه حزنا على فراق وطنه "مكة " حين اجبروه على الخروج منها , و قد قال صلى الله عليه وسلم " والله لولا أخرجوني منك ما خرجت " أنها عبارة موجزة تلخص عشق الوطن . ترسخ معنى الوطن , إنها عبارة موجزة للرد على تجار الدين أعداء الإنسانية مشعلي الفتن .
إنها مصر وستظل مصر " كما قال الإمام محمد متولي الشعراوى . إنها كنانة الله في أرضه . ولن يضرها كيد المتآمرين والخونة . وقوى الاستعمار التي تضح الأموال لعملائها للقيام بأعمال تخربيه واسعة النطاق خلال المرحلة القادمة , بهدف تركيع الدولة المصرية , وذلك لضرب الاقتصاد الوطني وانخفاض معدل التنمية بشكل سريع , وإشعال الفتنة بين مكونات النسيج الوطني المصري , وإحداث الوقيعة بين الشعب والجيش لتنفيذ مخططهم البغيض الذي يهدف تقسيم مصر . لكن الله معنا , و الله خير حافظ .
إن مشعلى الفتن طلقاء يقيمون في المدن الجديدة , وفي قرى الوجهين القبلي والبحري , ومازالت رؤوس الشياطين قابعة في السجون , يبثون سمهم في عروق أتباعهم بغية تمزيق الوطن .
إن هذه الافاعى برؤوس متعددة , وحسابهم ينبغي أن يكون شديدا , نحتاج إلى مرحلة الردع لتشعر مصر بلذة الانتصار . اقتلوا الأمل في عيون القتلة وأعوانهم حتى تشرق شمس العدل فوق الديار " ولكم في القصاص حياة يا أولى الألباب " وفى النهاية تشغلني الآن عدة أسئلة تحتاج إلى الأجوبة العاجلة بالفعل الناجز
لماذا لا يتم القبض على قيادات الصفين الثاني والثالث للتنظيمات المتطرفة . ؟ لماذا لا يتم ترحيل كافة العرب والأجانب المنتمين لهذه التنظيمات ؟ ولماذا لا يتم إنشاء محاكم عسكرية لإعدام القتلة والفاسدين لتحقيق الردع العام ؟ لماذا لا تتخذ كافة التدابير الاحترازية خلال الفترة القادمة, حتى ننتقل من حالة رد الفعل, إلى سياسة الفعل ..؟ إن ما نخشاه قادم والمواجهة خير وسيلة للدفاع , مصر تستحق الكثير , إنها مصر .
|
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق