أقسام







مجلة حراس مصر

مجلة حراس مصر
مصرية ..باقلام وطنية تحت التأسيس

لن تكون ثورة اتلفها الهوى..يوسف عبد الكريم

يوسف عبد الكريم 

  تأويل الاحاديث



ليست لدى نزعه انتقامية تجاه شخص المواطن حسنى مبارك .. رئيس مصر الاسبق . الذى قضت المحكمة بالبراءة ضمنيا خلال الجلسة المنعقدة يوم السبت 29نوفمبر 2014.
ولن اعلق على حكم المحكمة التى قضت بالبراءة الضمنية، وليست البراءة النهائية .
نظرا لعدم اختصاص المحكمة بنظر الدعوى ولعدم كفاية الادله ..
وهذا لم يزعجنى لانى انتبهت لهذه الحيلة القانونية منذ البداية ، حين تمت المحاكمة بناء على نصوص قانون العقوبات ، فى جريمة جنائية . وكنت اتوقع عدم كشف التباس الواقعة .
نظرا لعدم كفاية الادله لزيادة الاعداد المتواجدة فى مسرح الجريمة بما يتعسر معه اثبات الواقعة ، وتحديد الجناة ، فضلا عن عدم وجود الاوامر الكتابية فى استخدام العنف تجاه المواطنين ، الى جانب وجود اطراف اخرى خارجية ثبت تورطها فى فتح السجون واستكمال حالة استفزاز الشعب باراقة دماء الشباب استكمالا لما بدأه نظام مبارك ،
وقد شاهدنا ذلك خلال كسح الشباب بمركبات النظام . ومن بعدها السيارات الفورد الامريكية البيضاء التى كانت تحمل لوحات "هيئة دبلوماسيبة " ثم لم نرى تحقيقا بشأنها .
ان هذه المعطيات تخلق حالة من الشك ، ولا يجوز ان يحكم القاضى بالشك . لان الحكم يستوجب اليقين الذى لا يقبل الشك .
وبالتالى فلا تعليق على الحكم الصادر ، بحق المتهمين .
كما ان النائب العام سيطعن فى الحكم .وسيتم توجيه الاتهام له فى قضايا اخرى .
وليس هذا ما يقلقنى بل ما يزعجنى شعورى بوجود خلل عميق وقصور نظر ، واستهانة .. ، بهذا الشعب الطيب الشرس. الذى لم يشعر بالتغيير الذى كان ينشده .
وارى ان الحل منذ البداية كان فى اقامة محاكم ثورية تحاكم نظام مبارك ومن بعده نظام الاخوان .
واجد ايضا ان وجود محاكم ثورية تحاكم نظامى مبارك والاخوان سياسيا ، امر يبعث الامل فى اقامة دولة العدل والعدالة . ويؤسس لمرحلة جديدة .
ويمنع متغير جديد قادم . لا تحمد عقباه .وأؤكد اخشى على مصر من عواقبه فمازال المخطط الامريكى لتقسيم الامة العربية قائما ومازال تقسيم مصر احد عناصر مخطط الهيمنة الامريكية .
أتصور ان شخص مبارك وحده لم يكن هو مشكلة مصر فى السابق، ولكن منظومة الحكم التى أسسها مبارك ، لترفض تداول السلطة وتضيق ذرعا بالاخر ، وتعهد بالمناصب العليا فى البلاد لاهل الولاء لا لأهل الكفاءة والذكاء .
منظومة الحكم التى جعلت من ابناء العاملين طبقة عليا وارست قواعد الظلم بقانون .
نظام الحكم الذى قتل الطموح فينا ، وسرق الحلم بمستقبل افضل حتى فى احلامنا .
فتحول حديثا همسا يتساقط منه المرار ثم يتبخر بفعل القهر ليرسم فى الافق سحابة سوداء تحجب فى عيوننا النهار .
يا ايها المبتهلون فى محراب الطرف الذى تزينه اموالكم المكدسة من عرق المصريين ودموعهم .
لا تفرحوا كثيرا ، فالعداء لا ينتج عنه غير الالم ، والظلم لا يبنى الدول بل يفتح ابواب الجحيم حيث الهلاك والعدم .
لا تتفاخروا فلسنا اغبياء لكن اقصى طموحنا ان نحيا بالامل .
و لن تخرج مصر من كبوتها الا بتحقيق العدل والعدالة الاجتماعية ، وتمكين الشباب من المشاركة فى بناء وطن عظيم نحن 60 ? من تكوينه.
اننا شباب مصر شباب ثورتى 25 يناير و30 يونيو ، لا نحمل غير السلام والمحبة والارادة التى لن يكسرها احد.
عازمون على بناء وطن مهما كلفنا الامر ، ولن نسمح بالعودة للخلف ، وحكم البراءة الضمنية الصادر فى حق مبارك لا يعنى ان شيئا. لم يكن ،
وان الاوضاع عادت لما كانت عليه قبل الثورة ، !!! و اذكر اننى طالبت ان يتم تحديد اقامة مبارك فى منزله من بداية ثورة يناير .
لنتفرغ للاصلاح السياسى والاقتصادى وبناء مصر ، ونرتقى بالقضية من الثأر الشخصى الى البناء الشامل التى تعود اثاره على المواطن فى اسرع وقت . لان ما عاشه المواطن من ذل فى اخر عهد مبارك يستدعى ان يشعر هذا المصرى الطيب بحد الاكتفاء ،
هذا المواطن الذى توجه بالدعاء الى الله طالبا الخلاص مما هو فيه من فقر ومهانه ، يستحق الحياة الكريمة،
" العيش .. الحرية .. العدالة الاجتماعية "
هذه هى المطالب التى ثار الشباب من اجلها . فى 25 يناير ومن بعدها فى 30 يونيو .
ان مطالبنا فى كلا الثورتين واحدة لم تتغير ، وكنا نأمل تغيير السياسات المتبعه واعادة هيكلة الجهاز الادارى المترهل الذى عانينا منه لسنوات عجاف من الرشوة والفساد ، و ساد الاستعلاء على الشعب وبلغ الانفصال بين القيادة السياسية والقاعدة الشعبية مبلغه ، حتى وصل التعامل مع المواطنين بمنطق العبودية ، فاصبح الشعور بالاستعباد حالة عامه . و تلاشت الطبقة الوسطى فى ظل سيطرة رأس المال المتوحش ،
وتفشى الظلم والاهمال الذى احرق الاخضر واليابس فى عيون جيل الشباب الذى ،لم يحلم باكثر من" وطن "
لقد كنت ومازالت ضد فترة حكم مبارك فى الفترة التى بدأت من برلمان رجال الاعمال فى 2000 وبرلمان " الاخوان ورجال الاعمال فى 2005 "
ثم " برلمان رجال الاعمال وضباط الشرطة " فى 2010 الذى وصل عدد اعضاء ضابط الشرطة فيه 150 عضوا بما يمثل ثلث البرلمان .. ?? الذى قامت عليه الثورة .فى 2011 .
وفى النهاية مازلت على ثقة ان الشعب المصرى قادر على صنع المستحيل ، فى وقت يحسبه البعض قد فقد وعيه وانتهى امره ، انتبهوا يا سادة فقد حدث فى مصر متغير جديد ، والصمت لا يعنى الرضا ، واحذرو السكون الذى يسبق العاصفة .
و يحضرنى ما قاله الشاعر العظيم محمود درويش .
انا لا اكره الناس
ولا اسطو على احد
ولكنى اذا ما جعت
أكل لحم مغتصبى
حذار .. حذار
من جوعى ومن غضبى
حذار .. حذار
من جوعى ومن غضبى ......
واقولها للسادة المبتهلين بالنصر الزائف .للثورة شعب يحميها .
ولن يستطيع جمال مبارك ان يكون رئيسا لمصر ؟
ولن يدوم شعورنا اننا نعيش فى وطن بالايجار كثيرا .. لان مصر للشباب وبالشباب ولن يكون غير ذلك .. مهما توهم البعض ، من الذين يتقنون سياسات رد الفعل ، لانهم فى حقيقة الامر عاجزون عن الفعل ، لن نسمح بتحول ثورتنا لثورة اتلفها الهوى .. وتناثرت اشلائها فى طواحين الجدل العقيم .
و اخيرا حكم البراءة الضمنية ليس نهاية المطاف ، بل على العكس ،انه رساله من الله لشعب مصر ، عليكم حسن الاختيار ، عليكم حسن الاختيار .
انه انذار من الله لكم فلا تهملوا الاشارات ، حتى تغنموا البشارات .

ليست هناك تعليقات:

المشاركات الشائعة

اعلان

مجلة حراس مصر تصميم بلوجرام © 2014

جميع الحقوق محفوظة لمؤسسة الدفاع للتنمية وحرية الاعلام والابداع ..الاراء المكتوبة مسؤلية اصحابها . يتم التشغيل بواسطة Blogger.