يسكبون بالبحر خمرا .. لنسكر! ؟ يوسف عبد الكريم

تاويل الاحاديث

إن اى دولة أجنبية مهما بلغ نفوذها السياسي وقوتها العسكرية وسيطرتها الاقتصادية من خلال فتح أسواقها لمنتجات الدول الأخرى , أو غلق هذه الأسواق أو تحكمها في السلع الضرورية . أو منحها معونات أو قطعها . إلى أخر.. في النهاية مهما بلغ تأثيرها , لا تستطيع أن تحدث ثورة شعبية في دولة أخرى . مهما بلغ فقر هذه الدولة . ومهما بلغ ضعفها . فإذا كان هناك ضمانات حقيقية للحريات , وجهد يستشعره المواطن لتلبية حاجاته الضرورية .لا تستطيع اى قوى خارجية أن تؤثر فى العقل الجمعي للمواطنين . في وقت واحد لإحداث " ثورة " إذن فشل الأنظمة السياسية الحاكمة لهذه الدول , واستمرار هذا الفشل لمدة طويلة , من شأنه أن يحدث انفجار شعبي لا يمكن احتوائه أو درء مخاطره. وهنا تحدث الثورات . كنتيجة حتمية لخلل معادلة الاستقرار السياسي لاى دولة . وهى " تلبية احتياجات المواطنين إلى جانب الحفاظ على الحريات " مما يترتب علي ذلك استقرار النظام السياسي . وبالتالي حماية الأمن القومي . في مواجهة اى تهديدات داخلية أو خارجية , وأيضا درء أو احتواء التحديات المتصورة في المستقبل .. ولكن من الممكن أن تستغل الدول الأجنبية التي لها مصالح إقليمية أو عالمية مسرح أحداث الثورات , ولا يختلف الأمر كثيرا سواء كانت هذه المصالح سياسية أو اقتصادية , او عسكرية . ومن المؤكد أن هذه الدول الأجنبية تلعب دورا محوريا فاعلا لحماية مصالحها . وتحقيق أهدافها . إما عن طريق أجهزة المخابرات التابعة لها , أو استغلالها للنفوذ السياسي الدولي من خلال " الأمم المتحدة " وفرض العقوبات السياسية أو الاقتصادية وأخيرا التدخل العسكري , في بعض الحالات . أو من خلال تنظيمات سياسية مواليه لها بدافع تحقيق المصالح المشتركة . وغالبا تكون هذه التنظيمات أممية , لا تؤمن بفكرة الأوطان نهائيا . ولديها ميول توسعيه استعمارية لا تتفق مع قدرتها الفعلية , وطبيعة الواقع السياسي العالمي . وازعم أن بعض القوى الخارجية قد استغلت فشل الحكومات العربية , وقيام الثورات لتحقيق مصالحها , وأهدافها . من خلال تنظيمات سياسية مواليه لهذه الدول , وأيضا بخلق حالة من الجدل العقيم والصراع السياسي بين القوى السياسية المختلفة أيدلوجيا . بهدف عدم الاتفاق الذي يؤدى بدورة إلي استحالة الوفاق الوطني مما يترتب علية زيادة معدل السيولة السياسية , التي يستحيل معها الالتفاف حول مشاريع قومية عملاقة . لبناء هذه الدول , و تحقيق مطالب الشعوب التي ثارت مطالبة بالحياة الكريمة . وكان أهم مطالبها في مصر " عيش .. حرية .. عدالة اجتماعية " ولكي تتحقق هذه المطالب يحب البحث عن القواسم المشتركة بين كافة التيارات السياسية المهتمة بالشأن العام .وان يتم استبعاد النقاط الخلافية التي من شأنها إحداث الفرقة . باختلاق موضوعات جدليه سخيفة . على سبيل المثال , البعض يتحدث قائلا 25 يناير ليست ثورة بل مؤامرة . وأيضا البعض الآخر يقول 30 يونيو ليست ثورة لكنها انقلاب ..وغير ذلك من الموضوعات البائسة التي يثيرها المفلسون سياسيا وفكريا . بهدف تقليب المزاج العام للشارع المصري . بغية عدم الاستقرار . وبين طاحونة الجدل العقيم يقف شعبا عظيم ينتظر الكثير من العمل . الكثير من الأمل . لذا أجد أن استمرار هذا الجدل اشد خطورة من التبعات الحتمية للثورات في أيامها الأولى , التي غالبا يحدث فيها خسائر , كرد فعل لاختلال توازن الأنظمة السياسية الحاكمة بشكل مفاجئ . وحالة السيولة السياسية التي تسيطر على الشارع وما يصاحبها من سلوك فوضوي في بعض الأحيان . مما يترتب عليه اختلال دولاب العمل الإداري , داخل مؤسسات الدولة . وبالتبعية تنال هذه الحالة من هيبة الدولة .لحين إعادة بناء المؤسسات , واستعادة هيبة الدولة وسيادة القانون . لتحقيق مطالب الثورات . وازعم أن استمرار بعض مدعى السياسية من الإعلاميين الذين يظهرون علينا عبر برامجهم الخبيثة , التي تضع السم في العسل سواء الذين يسبون ثورة 25 يناير2011 أو الذين يسبون ثورة 30 يونيو2013 كلاهما أثم قلبه . كلاهما ينفذ ما يرجوه أعداء الوطن , باحترافية وقدرة واقتدار سواء كان ذلك بقصد أو بغير قصد فانه في كل الأحوال جريمة , بل أصبحوا بمثابة انتكاسة لأمراض مزمنة , تحولت إلى فيروس قاتل . مما يستوجب استعمال الحزم في مواجهتهم . ومواجهة كل من يصر على تحدى إرادة الشعب وتوجيه الاهانه لثورتي 25 يناير أو 30 يونيو . بالقول أو الفعل سواء في وسائل الإعلام الثلاث أو عبر وسائل الإعلام الالكترونية ومواقع التواصل الاجتماعي . وأخيرا أرى أن تكليف الرئيس السيسى للجنة الإصلاح التشريعي بصياغة قانون يحمى الثورتين أمر في غاية الأهمية . فقد سلم بذلك مدعى الوطنية الذين يسكبون الخمر في البحر بغية أن يسكر السمك , للشعب الذي أيقظته مصر . و سيحاسب الجميع . فلا يوجد احد فوق القانون , من أخطا يحاسب بالقانون . ولن تسقط مصر حتى لو ظل المتربصون بها يسكبون بالبحر خمرا لنسكر .!؟ " مصر كالبحر تلفظ الأجسام الغربية عنها "