أقسام







مجلة حراس مصر

مجلة حراس مصر
مصرية ..باقلام وطنية تحت التأسيس

مبارك أعاد أخر شبر من سينا .. بقلم : يوسف عبد الكريم

يوسف عبد الكريم 

"تأويل الأحاديث " 

لا يدرك قيمة الأرض إلا من فقد وطنه ,  ولا يشعر الم الغربة إلا من عاش  في لظى الترحال , أرض تحمله وأخرى تلفظه , فيظل تائها غير مأسوف عليه , تحمله رياح الضعف وبلا رحمة ترمى به في دوامة الانكسار , حيث الهزيمة داخله  تجلد ما تبقى من أدميته ,فيثور على نفسه من اجل كرامته , يدفعه القهر نحو الحديث لكن منقوص السيادة ليس له حق الكلام   .
ومن أراد العزة علية أن يمتلك من القوة ما يكفى لصنع السلام .
كانت حالة المصريين بعد هزيمة 1967 أصعب بكثير من حالة الغربة والانكسار , واستمرت هذه الحالة لمدة شهر واحد فقد انتقل الجيش إلى الضفة الغربية للقناة  ووقعت سيناء تحت يد الاحتلال   الاسرائيلى  في شهر يونيو .
لكن سرعان ما استعادة الدولة أنفاسها بعد هول الصدمة وتم إصدار توجيهات جديدة  للجيش قبل انتهاء  الشهر ذاته ,
وبدأت خطة صناعة النصر على ثلاث مراحل خلال حرب الاستنزاف  حتى انتصار أكتوبر العظيم .
 
وبدأ التمهيد  بخطة إعادة التنظيم التي بنيت على أساس عزيمة وإيمان المقاتل المصري بالله و الوطن  وقدراته على القتال، والانضباط والأخلاق ، إلى جانب رفع  الكفاءة القتالية والروح المعنوية  تمهيدا لاستعادة سيناء بالكامل.
 و قد سارعت القوات المسلحة المصرية على امتداد الجبهة بتنظيم الدفاعات بما تيسر لها من إمكانيات
في ذلك الحين  , من أجل هذا الوطن الذي لا نملك سواه و تم التأكيد على الثبات وعدم  ارتداد الأفراد أو المعدات  من خطوطنا الدفاعية الحالية مهما كان الثمن  ومهما كلفنا الأمر .
فقد كانت ولازالت عقيدة الجيش المصري ( نموت جميعاً في مواقعنا الدفاعية أشرف لنا من وصمنا بالعار، والحفاظ على شرف  العسكرية المصرية يستحق أن نبذل أروحنا من اجله ).
وقد تم تدارك الخطأ الذي تم الانسحاب من سيناء على أساسه, و تم تصحيح العرف السائد منذ  سنة 1956الذى كان يسمح للجيش بالارتداد لتتولى السياسة تصحيح الأوضاع .
 وصدرت أوامر الرئيس جمال عبد الناصر ألا يصدر القائد العام أو أي قائد أمراً بالارتداد مهما كانت التضحيات ..
وفى 1 يوليو 1967 فتحت مدفعية الجيش المصري نيرانها على الجيش الإسرائيلي قرب قناة السويس ثم ردت إسرائيل في اليوم التالي بتوجيه ضربه جوية لسلاح المدفعية المصري، وفي
 4 يوليو من نفس الشهر قام سلاح الجو المصري بضرب عدة أهداف إسرائيلية في سيناء لتبدأ بذلك حرب الاستنزاف بمراحلها الثلاث ..
المرحلة الاولى  " الصمود "  وقد كان الهدف منها هو سرعة إعادة البناء، ووضع الهيكل الدفاعي عن الضفة الغربية لقناة السويس. وكان ذلك يتطلب هدوء الجبهة حتى توضع خطة الدفاع موضع التنفيذ بما تتطلبه من أعمال كثيرة وبصفة خاصة أعمال التجهيز الهندسي المطلوبة. واستغرقت هذه المرحلة المدة من يونيو 1967 إلى أغسطس ثم مرحلة " الدفاع النشط أو المواجهة " فقد كان الغرض منها تنشيط الجبهة والاشتباك بالنيران مع القوات الإسرائيلية بغرض تقييد حركة قواتها في الخطوط الأمامية على الضفة الشرقية للقناة، وتكبيدها قدرا من الخسائر في الأفراد والمعدات. واستغرقت هذه المرحلة المدة من سبتمبر 1968 إلى فبراير 1969
.
و تصاعد القتال إلى المرحلة الثالثة  " التحدي والردع " ، وذلك من خلال عبور بعض القوات والإغارة على القوات الإسرائيلية، وكان الهدف منها تكبيد إسرائيل أكبر قدر من الخسائر في الأفراد والمعدات لإقناعها بأنه لابد من دفع الثمن غاليا للبقاء في سيناء، وفي نفس الوقت تطعيم الجيش المصري عمليا ومعنويا للمعركة.  واستغرقت هذه المرحلة من مارس 1969 إلى أغسطس 1970  , وفى نفس السنة قبل الرئيس عبد الناصر مبادرة " روجرز"  وزير الخارجية الامريكى في هذه الأثناء ,   لإعطاء فرصة للقوات المسلحة لاستعادة كفاءتها القتالية بعد حرب متصلة استمرت قرابة الألف يوم .
وقد مكنت حرب الاستنزاف القوات المصرية من تطوير أداء ومعدلات السلاح الذي تملكه ثم جاءات خطة الخداع الاستراتيجي التي قام بها الرئيس الراحل  أنور السادات .
وحدثت المفاجأة الكبرى التي أذهلت العالم في أكتوبر1973 حيث انتصرت القوات المسلحة المصرية على العدو الاسرائيلى واستعدنا  الكرامة والهيبة و القدرة على التحدث فيصغى إلينا العالم , وأصبح لنا درع وسيف على طاولة المفاوضات .وأصبحنا نحتفل في 25ابريل من كل سنة بخروج أخر جندي اسرائيلى من أراضى سيناء في 1982 واستعدنا كامل الأرض ما عدا مدينة طابا الذي حارب سياسيا من اجل استعادتها الرئيس الأسبق محمد حسنى مبارك وناضل إلى جواره نخبه من رجال مصر البواسل  عملوا ليل نهار فى كافة المحافل السياسية إلى جانب صراع التحكيم الدولي  حتى رفع الرئيس مبارك العلم المصري على طابا في 15 مارس  1989 وأعاد أخر شبر من ارض سيناء .

 وأخيرا بعد مرور33 سنة على تحرير سيناء , أبعث بالتحية إلى أبطال انتصار أكتوبر العظيم . و تحية للرجال الذين يعملون في صمت , و تحيه لفريق التحكيم الدولي  المصري الذي استكمل رحلة القتال برحلة النضال بعد توقيع اتفاقية كمب ديفيد .. وتحية لشعب مصر العظيم,
 في عيد تحرير سيناء .






ليست هناك تعليقات:

المشاركات الشائعة

اعلان

مجلة حراس مصر تصميم بلوجرام © 2014

جميع الحقوق محفوظة لمؤسسة الدفاع للتنمية وحرية الاعلام والابداع ..الاراء المكتوبة مسؤلية اصحابها . يتم التشغيل بواسطة Blogger.