محور قناة السويس ناقص ملح ..يوسف عبد الكريم

تاويل الاحاديث

''إعمل الصح ياريس والتاريخ في صفك والشعب صابر معاك بس المهم نطمن علي مستقبل عيالنا'' سمعت هذه العبارة من مواطن يجلس على أحد المقاهي خلال مشاهدته لخطاب الرئيس عبد الفتاح السيسي في اعقاب تدشين مشروع محور قناة السويس الثلاثاء 5 اغسطس2014 استوقفتني هذه العبارة التي خرجت بعفوية من مواطن بسيط تبدو عليه علامات ضيق الحال لكنه في الوقت ذاته مفعم بالعزه والشموخ ملئ بالامل ارتفع صوته رغما عنه ''فقط انها مصر داخله'' كما هو الحال لاعلان الرئيس عن هذا المشروع العملاق لتطوير القناة ومضاعفة ايرادتها من 3 مليارات الي ما يزيد عن 9 مليارات بحسب التقديرات الاولية . وأجد أن محور قناة السويس بمثابة قناة جديدة ومن الممكن ان تكون اعظم من القناة الحالية بتحقيق مطلب واحد يضعه منفذو المشروع في الاعتبار الى جانب ما تم تحقيقه ولعل هذا ما يجعلني اعود للتاريخ لاجد ان القدماء المصريين قد اقاموا قنوات للربط بين البحرين فيما قبل الميلاد ثم قناة أمير المؤمنين عمر بن العاص ثم تنفيذ القناة في شكلها الحالي الذي تم في عهد الخديو اسماعيل 17 نوفمبر1869 . ومنذ هذا التاريخ اغلقت القناة 5 مرات آخرها عدوان 5 يونيو 67 ثم فتحت الملاحة بالقناة في 5 يونيو 1975 بعد انتصار اكتوبر العظيم ولم تغلق من بعدها حتى الآن بفضل هذا النصر . لكن ايرادات القناة التي لم تمثل الا قدرا بسيطا من الدخل القومي وهذا الامر كان ولايزال باعثا مهما للتفكير في كيف نستغل هذه المنحة التي حبا الله بها مصر لتعود علي شعب مصر بالخير. وكان من اهم هذه العوائق هو ضيق الممر المائي حيث ان عرض صفحة الماء (شمال /جنوب )280/345م والعمق الحالي 22,5 م فقط ويترتب على ذلك ان اقصي غاطس مصرح به لعبور السفن 62 قدما مما يجعل الاستفادة بمرور السفن العملاقة من القناة امرا محالا ، وأيضا ضيق الممر كان لا يسمح بازدواجية مرور السفن مما يؤدي الي طول فترة الترانزيت التي تصل الى عشرين ساعة فضلا عن عدم الاستفادة من التراتزيت وتقديم الخدمات للسفن بما يحقق اعلى عائد سنوي يضاف الي ارباح قناة السويس ، التي يبلغ طولها 190كم وتؤثر في حركة التجارة العالمية حيث توفر القناة في مسافة ابحار السفن التجارية بما يبلغ 86% مقارنة بالمسافة من ميناء جدة وميناء كونستانزا بالبحر الاسود حيث تبلغ المسافة 11771 ميلا عن طريق رأس الرجاء الصالح بينما تبلغ هذه المسافة 1698 ميلا فقط عن طريق قناة السويس . وايضا تبلغ نسبة التوفير بين طوكيو في اليابان وميناء روتردام في هولندا 23% مقارنة بطريق رأس الرجاء ، وهنا يجب ان نقف امام قناة مؤثرة عالميا ولا يتم استخدامها الا في نقل 7% فقط من تجارة العالم . في حين اننا نستطيع ان نصل بها لان تستوعب وتجذب من30% الي 90% من حركة التجارة العالمية عبر البحار بعد اجراء توسعات وادارة القناة بشكل مختلف وعدم توجيه الجهات الاجنبية المانحة او المقرضة لمصر لاقامة هذه التوسعات تجاه سياسات معينة سواء في الادارة او حق الامتياز علي القناة كما حدث مع الخديو اسماعيل ، اذا نحن امام مجموعة من التحديات اهمها توفير الدعم المالي الوطني الذي يساعد مصر في الخروج من التبعية الاقتصادية لصندوق النقد والبنك الدولي ، ورحلة الالف ميل تبدأ بخطوة بناء المشاريع العملاقة ذات التمويل المصرى الخالص الذي لا تتحكم فيه قوي رأس المال . * وامام هذا التحدي اجد ان الجدل الذي ثار حول تمويل هذا المشروع هل سيكون بالاسهم ام بشهادات الاستثمار وانتهي بالخيار الافضل وهو شهادات الاستثمار ذات القيمة المختلفة التي تبدأ من 10 جنيهات للطالب واخري فئة 100 ج وألف جنيه بعائد 12%يصرف كل ثلاث شهور قضي على فكرة احتكار رءوس الاموال لمستقبل وطن ومستقبل الاجيال القادمة حيث ان من يمتلك الشهادة له الحق ان يستفيد بالعائد مرتين مرة بنسبة12% واخري في هيئة خدمات تقدمها الدولة اماالقناة فتظل ملكا خالصا لمصر للاجيال القادمة . وأزعم ان عدم المشاركة الجادة في دعم المشاريع القومية العملاقة يعد بمثابة خيانة لثورتي 25 يناير و30 يونيو اللتين طالبا بالعدالة الاجتماعية وبناء دولة قوية. بل ان التخاذل يعد بمثابة خيانة لمستقبل وطن ينتظر الدعم من الجميع واؤكد ان مثل هذه المشروعات هي السبيل الوحيد لان تحصل مصر علي مكانتها التي تستحقها إقليميا وعالميا ، اذن نحن نقرر مستقبل وطن فقط علينا ان ننتظر طرح الشهادات في بنوك القاهرة ومصر والاهلي ومكاتب البريد في اول سبتمبر القادم ونسطر رسالة قوية للعالم بعشق المصريين لوطنهم وقدرتهم على تغير واقعهم للافضل بلا وصاية او تبعية . كما اناشد الفنانين ونجوم المجتمع باقامة حفلات لصالح هذا المشروع القومي واقول لرجال الاعمال مصر اعطتكم الكثير وقد حان الوقت لرد الجميل .تبرعوا لصالح مستقبلكم ومستقبل ابنائكم . فهذا المشروع العملاق به العديد من المزايا مع اكتمال محاور التنمية المتعلقة به سواء في شرق بورسعيد حيث من المستهدف إقامة مشروعات سياحيه وبحرية وصناعية ومركز اداري وخدمي علي مساحة 70 الف فدان ، واخري بضاحية الامل ووادي التكنولوجيا والاسماعيلية الجديدة علي مساحة 66 الف فدان ، واخيرا تنمية 46 الف فدان بشمال غرب خليج السويس مع ميناء ومطار السخنة لدعم اللوجيستي والانشطة السياحية وبحرية .وبحسب التقديرات ان هذه المشاريع سوف توفر مليون فرصة عمل لشباب مصر فيا رجال اعمال مصر لاتغضبوا شبابها ولا تجعلوا مصر تتحسر عليكم واحذروا غضب الام فأنه يسد باب الرحمة . وأخيرا سيدي الرئيس اسألكم التدخل لزيادة الملح الذي ينقص مشروع محور القناة . اقترح ان يزيد غاطس القناة عن عمق 24 مترا الذى تم تحديدة ، لان الغاطس الذي يسمح بمرور السفن العملاقة حاليا 72 قدما ، واذا كان عمق المحور سيزيد مترا ونصف المتر عن عمق القناة الحالى الا انه لا يكفى لان هذا المشروع ليس ملكا لنا ولكنه ملك للاجيال القادمة فلنجعل من هذا المحور مشروعا صالحا لالف عام ، زيادة نسبة الغاطس ستزيد من التكلفة التي تبلغ67 مليارا ولكني على ثقة ان جيش مصر العظيم لن يتردد لحظة في مضاعفة جهده لزيادة الغاطس الي 36 م وعلى ثقه ان الشعب المصرى سيقف وقفة رجل واحد خلف تنفيذ الحلم ، سيدى الرئيس ارى اهمية بالغة فى ان يرعي فكرة مضاعفة الغاطس قبل البدء في تنفيذ الانفاق حتي يمكن ان نتوسع في المستقبل وحتى لا نحجر على الاجيال القادمة