أقسام







مجلة حراس مصر

مجلة حراس مصر
مصرية ..باقلام وطنية تحت التأسيس

"الشرعية الثورية" المظلومة ..


مؤنس زهيرى يكتب على  " باب الوطن "

---------------------------
.. و مما يضحكك و يبكيك في ذات الوقت .. أن كلاً من الفريقين المتناطحين في "حب مصر" يستخدم كل منهما غطاء "الشرعية الثورية" للدلالة علي قوة موقفه و أحقيته في قيادة الوطن ..
و ما تلك الشرعية الثورية إلا ذلك الحشد الهائل من المؤيدين و المناصرين لكل فريق .. 
"الشرعية الثورية" ذلك الإلهام من السماء التي ألهمت به كل جموع الشعب الثائرة للخروج في يوم الخامس و العشرين من شهر يناير عام الفين و أحد عشر ثم الإجماع علي التوجه نحو ميدان التحرير في قلب القاهرة للإعتصام و المبيت فيه إلي أن يتحقق الهدف الذي من أجله خرجت و ثارت و قد حدث ..
"الشرعية الثورية" تحققت فقط يوم خرج كل أبناء الشعب دون هوية سياسية أو حزبية أو دينية أو شخصية و لم يكن أيِ منهم يحمل إلا هوية واحدة فقط هي الهوية "الوطنية المصرية" ..
أما ما أراه اليوم من كلٍ من الفريقين المتنازعين علي "قلب مصر" فليس من الشرعية الثورية في شئ .. إنما هو "شرعية حزبية" لا أكثر ..
و كل حزبٍ بما لديهم من حشود فرحون .. إنه الظلم البين لمعني و قيمة "الشرعية الثورية

* ثمن الحرية 

-----------
كلنا ندفع "ثمن الحرية" ..
"الوطن" يدفع الثمن بالإضطرابات التي تعبث بأركانه ..
"الشعب" يدفع الثمن بالخوف من مستقبل مجهول ..
"الجيش" يدفع الثمن بالدخول إلي عالم السياسة المتقلب ..
"الدين" يدفع الثمن بإدعاءات الباطل عليه ..
"مقام" الرئاسة أرفع المقامات الرسمية في الوطن بغض النظر عن شاغله يدفع الثمن بالإنتقادات التي تصل إلي حد التطاول و الإمتهان ..
"الأصول و الأعراف" تدفع الثمن بالخروقات الدائمة لها ..
معني"الجمال" يدفع الثمن بالإستمرار المتعمد في نشر القبح في كل شئ ..
"ثمن الحرية" ندفعه باهظ التكلفة و لهذا سيكون نصيبنا من المستقبل يفوق ما دفعناه إن شاء الله .. لأننا كنا شعب الصابرين دوماً علي حكامهم .. صبراً يتعجب التاريخ منه ..

* حجر و مطواة .. رسالة غضب أمام فندق سميراميس ..------------------------------------------------


في طريق عودتي من نقابة الصحفيين مررت من نفق صلاح الدين المواجه لفندق سميراميس علي كورنيش النيل "الخالد" .. شاهدت "الطبعة" المصرية الجديدة من القصة المصرية الحزينة أطفال الشوارع في طبعتيها الأولي و الثانية .. شاهدت الطبعة الأولي "فتيان الشوارع" و شاهدت الطبعة الثانية"شباب الشوارع" ..

شاهدت فتياناً و شباباً تتراوح أعمارهم ما بين الثانية عشرة سنة و الثامنة عشرة سنة علي وجه التقريب .. بعضهم يقطع الطريق علي السيارات و يوقفها بالضرب علي مقدمتها أو سقفها أو حقيبتها الخلفية حتي تقف بإشارة من يده .. و البعض الآخر يقف علي جانبي الطريق ممسكاً بالحجارة بين يديه الإثنتين يلوح بهما في وجوه قادة السيارات .. كانوا كثيرين يأتمرون بأمر واحد منهم يمسك مطواة بيده يلوح بها في إشارة إلي كونه قائد "سرب" القاطعين .. بإشارة من مطواته يوقفون السيارات و بإشارة أخري منها يسمحون لها بالسير .. لم يطلبوا أتاوات ليسمحوا لها بمعاودة السير .. إنما كانت زهوتهم في نجاحهم بإيقاف تلك السيارات الغالية و فيها مالكوها واقفين لا حول لهم و لا قوة أمام "مطواة" القائد فيهم ..
أولئك ملاك السيارات الذين هم بالتأكيد يملكون منازل يسكنون فيها كمثل إمتلاكهم لسيارات يروحون و يجيئون بها وقتما يشاؤون .. هذا في الوقت الذي لا يجد أغلب هؤلاء الفتيان و أولئك الشبان أربعة جدر تأويه ليسكن فيها مثلهم .. هم أولئك الذين كانوا قبل عدة سنوات ماضية أطفال شوارع ينامون علي الأرصفة و يأكلون من فضلات القمامة .. اليوم شبوا عن الطوق و أصبحوا فتياناً و شباناً يواجهون مجتمعاً كاملاً بحجر في يد و مطواة في اليد الأخري .. الآن هم يواجهون مجتمعاً كاملاً ليعلنوه أنه كان السبب فيما وصلوا إليه اليوم من حال بؤس و تشرد ..
هل تصدق سيدي أن مشكلة أطفال الشوارع بدأت من عهد الملكية المصرية و إستفحلت وقتها إلي حد أن الفنان الكبير يوسف بك وهبي أنتج لها فيلماً سينمائياً خصيصاً لينبه المجتمع إل مدي خطورة تلك المشكلة و ضرورة إيجاد حل لها قبل أن تزيد أكثر مما وصلت إليه وقتها .. الفيلم كان بعنوان "أولاد الشوارع" إنتاج عام 1951 ..
ذهبت الملكية و حلت الجمهورية و مازال أطفال الشوارع في الشوارع ..




ليست هناك تعليقات:

المشاركات الشائعة

اعلان

مجلة حراس مصر تصميم بلوجرام © 2014

جميع الحقوق محفوظة لمؤسسة الدفاع للتنمية وحرية الاعلام والابداع ..الاراء المكتوبة مسؤلية اصحابها . يتم التشغيل بواسطة Blogger.