أقسام







مجلة حراس مصر

مجلة حراس مصر
مصرية ..باقلام وطنية تحت التأسيس

المعارضة التى اختطفت الرئيس برضاه

مؤنس زهيرى يكتب  "على باب الوطن " 

لا يهمني من أي حزب قدم .. و لا أي منهج فكري يعتنق .. فقط كل ما كنت أتمناه من أول رئيس جمهورية منتخب إنتخاباً ديمقراطياً حقاً أن يبدأ صباح اليوم التالي لنجاحه في تنفيذ ذلك المشروع الإجتماعي الإقتصادي التنموي الموجه إلي طبقات الشعب المطحونة المسحوقة من ساكني المقابر شركاء الموتي في قبورهم .. و الموجه إلي الباحثين عن طعامهم بين أكوام القمامة و فضلات طعام الآخرين أولئك القاطنون في العشوائيات التي تحيط بالمدن في كل محافظات مصر ..

ثمانية أشهر منذ تم إنتخاب الرئيس و لم تتضح أي بادرة أمل في أي خطوة فعلية لمشروع تحرير الجزء الأعظم من الشعب من فقر الحياة الذي يصادقه من عشرات السنين .. خطوة واحدة فقط لا أكثر تقول أنها الأولي التي تتبعها خطوات ثم خطوات ثم خطوات نحو تحقيق الحد الأدني من الحياة الكريمة لملايين من المواطنين المصريين الذين لا يعيشون تحت خط الفقر فقط .. لكنهم يعيشون تحت خط الحياة نفسه ..

لكني رأيت السيد الرئيس يذهب إلي الولايات المتحدة الأميركية بدلاً من أن يذهب إلي إسطبل عنتر .. رأيته يسافر إلي المانيا بدلاً من أن يرتحل إلي مساكن الدويقة .. رأيته يطير إلي السعودية بدلاً من أن يسارع إلي قضاء يوم كامل بين مواطنيه الأحياء من ساكني مقابر الغفير .. إنها المناطق الأحق و الأولي بالإهتمام لأنها المناطق الداعية دائماً إلي الثورة علي قسوة الحياة ..

لكن للأسف .. فقد أضاع رئيس الدولة ثمانية أشهر كاملة من "عمره الرئاسي" ناظراً إلي معارضيه مهتماً بهم مشدوداً إليهم مشغولاً بتظاهراتهم و إجتماعاتهم و مؤتمراتهم و .. و .. و .. و ترك شعبه يستمر في حياته بين أكوام القمامة باحثاً عن لقمة خبز يسد بها جوع بطنه ..

لقد "إختطفت" المعارضة رئيس الدولة و صرفت إنتباهه عن النظر إلي واقع الشعب و نجحت – بمساعدته هو شخصياً – في تضييع مسافة زمنية كبيرة كان من الممكن أن تحسب له .. فإذا بها تحسب عليه .. أضاع الرئيس مسافة زمنية في إقرار تشريعات عليها الكثير من الخلافات بين القوي القانونية المتصارعة كل منها يحاول أن يثبت أن القانون في صفه ..

إن "هبَّة" شعبية واحدة فقط من أولئك الذين يعيشون "تحت خط الحياة" كفيلة بأن تهدم كل التشريعات و القوانين و المؤسسات و .. و .. و .. و كل تلك الإهتمامات التي صرفت نظر الرئيس عن المشروع الإجتماعي الإقتصادي الذي كان الأولي البدء فيه علي الفور ..

لكنها المعارضة التي "إختطفت" الرئيس برضاه .. ليبقي الوضع علي ما هو عليه في إسطبل عنتر و مساكن الدويقة و ترب الغفير .. و علي الشعب المتضرر اللجوء إلي الله .. هو نصير المستضعفين ..

 *  إنتظروا "الغلابة" هيعلموكم كلكم .. عن قريب ..
--------------------------------
يا جماعة المتصارعين علي حكم مصر .. مرة بالمشروع الإسلامي (اللي هو أصلاً غير محدد أو حتي واضح المعالم الإجتماعية الإقتصادية المهم الإستفادة من الإسم و التمسح فيه و خلاص) .. و مرة بالمشروع الوطني (اللي هو انتم أصلاً أصحابه مش عارفين يحددوه ناصري و لا ليبرالي و لا تقدمي و لا وحدوي إلي آخرة المصطلحات اللي بيحزقوا فيها علي آخر نفس و لا حد فيهم فاهم فلسفة معني كل مصطلح أو فايدته للمجتمع المصري المهم بقين الحنجوري و خلاص) .. فاتورة صراعاتكم السياسية يدفعها الآن الغلابة المطحونين المعدمين من شعب مصر .. الغلابة اللي رزقهم يوم بيوم .. لو مرض يوم أو اتعطلت مصلحته النهارده مش هيلاقي ياكل بكره .. الغلابة بتوع الدويقة .. و اسطبل عنتر .. و قرافة المجاورين .. و ترب الغفير .. غلابة مصر اللي عملوا ثورة عشان تفضلوا سنتين تتخانقوا عليها و تسيبوه ياكل فضلات الأغنياء يدور عليها بين أكوام الزبالة .. و ما كان نصيبه من ثورته إلا شوية ورق الدستور .. و لو حد منهم فتح بقه و يتكلم يلاقي ألف واحد يرد .. إيه انت عاوز إيه أكتر من كده .. دستور إسلامي .. و رئيس إسلامي .. و حكم إسلامي .. إنت هتكفر و لا إيه يا راجل .. الخير جاي جاي إن شاء الله بس الصبر الصبر هنعمل إيه اكتر من كده .. و كمان هتلاقي ألف واحد زيهم من المتصارعين معاهم يردوا آدي اللي اخدناه يا سيدي من حكم الإخوان المسلمين إحنا ممكن نعمل أكتر من كده .. يا "بتوع" المشاريع كلكم .. إنتظروا الغلابة هيعلموكم كلكم يعني إيه وطنية .. يعني إيه مصر .. يعني إيه تعرفوا تعملوا اكتر من كده عن قريب .. الشعب "قطع الطريق" خلاص .. و قطع الطريق علامة من علامات يوم قيامة الشعب .. لكنها علامة يراها البعض شغب شعب .. لكن الحقيقة هي ثورة شعب علي الجميع ..
 * سميط .. بيض .. جبنه ..
-----------------
بائع السميط الذي يحمل علي كتفه سبت السميط و البيض و الدقة و الجبنة و الطماطم إلي آخر مكونات تلك الوجبة الشعبية الرائعة .. رأيته يخترق المتظاهرين المحتشدين أمام مكتب النائب العام بوسط البلد .. لا يهمه ماذا يحدث .. و لا يهمه من هم أولئك المحتشدون .. و لماذا هم واقفون أمام المبني العريق .. و لا يهمه معرفة قضيتهم .. إنه لا ينظر إليهم إلا بإعتبارهم مجرد "زبائن" يقف بجانبهم و يمني نفسه أن يجوع كل واحد منهم فلا يجد أمامه إلا "السميط" الذي سهر طوال الليل يعده و يجهز مكملاته إنتظاراً لجوع يهجم علي كل أولئك "الزبائن" فلا يجدون إلا هو .. و "سميطه" .. هذا البائع هو "ملخص" شعب مصر .. الخوف بقي حضرتك لو هجمت قوات الأمن علي أولئك المتظاهرين .. و خدت البائع و سبت "السميط" في الرجلين ..

ليست هناك تعليقات:

المشاركات الشائعة

اعلان

مجلة حراس مصر تصميم بلوجرام © 2014

جميع الحقوق محفوظة لمؤسسة الدفاع للتنمية وحرية الاعلام والابداع ..الاراء المكتوبة مسؤلية اصحابها . يتم التشغيل بواسطة Blogger.