بؤس الصحافة .. و مأساة النقابة

.مؤنس زهيرى يكتب "على باب الوطن "

أشهد إنتخابات نقابة الصحفيين منذ كنت طفلاً .. فتيً .. شاباً .. ثم صحفياً بجوار نقيب قل أن يجود الزمان بمثله .. شهدت معارك صحفية في كل إنتخابات نحو بلوغ النجاح للفوز بمنصب النقيب أو عضوية المجلس .. معارك بالمعني المجازي للكلمة كنايةً عن حدة التنافس بين المرشحين نحو خدمة مهنة الصحافة و خدمة الصحفيين .. إلا أن ما شهدته اليوم جعل الدموع تحاول الخروج من عيني و أنا أكتمها .. فما إن جلست في بهو النقابة إستعداداً لبدء عملية الإقتراع .. إذ بي أسمع صوتاً هادراً ذكرني بصوت موج التسونامي التي إكتسحت جزر المحيط الهادي قبل عدة سنوات مضت .. و ما إن إلتفت وراء ظهري إلا و شاهدت جموعاً من البشر تندفع إلي بهو النقابة بينما تتطاير الكراسي عليها .. و ياللحزن عندما علمت أن ما حدث كان إعتداءاً علي "نقيب الصحفيين" السيد ممدوح الولي .. شهدت نقباءاً عدة و لم أشهد مثل ما شاهدته اليوم في نقابة الصحفيين مع أحد نقبائها .. إنها مأساة نقابية بكل معني الكلمة .. مأساة لنقابة الصحفيين .. و بؤس لمهنة الصحافة ذاتها .. أياً ما كانت الأسباب لما حدث اليوم فقد كان إمتهاناً للمنصب قبل أن يكون إهانة لشاغل المنصب .. و بؤساً للمهنة قبل أن يكون إزدراءاً لنقابة المهنة .. قدر نقابة الصحافة أنها "مرآة" للوطن .. و ما حدث اليوم في بهو النقابة هو إنعكاس لما يحدث علي أرض الوطن ..

الجمعية العمومية "سيدة" نقيب الصحفيين و اعضاء المجلس ..
--------------------------------------------------
في انتخابات نقابة الصحفيين التي تجري منافساتها بين المرشحين لمنصب النقيب و نصف اعضاء المجلس هذه الايام لي رأيي مهني فيها .. 
الله يولي من يصلح لنقابة الحريات نقيبا و اعضاءاً .. و اياً من كان النقيب القادم .. و اياً من كانوا اعضاء مجلس النقابة القادم بصحبته .. فان هناك امر واجب الالتفات اليه ..
علي الجميع نقيباً و اعضاءاً ان يستوعبوا انهم سوف يعملون تحت رقابة اعضاء الجمعية العمومية و لن يتم اتخاذ اي قرارات جوهرية في اي شأن من شئون العمل المهني او النقابي الا بعد الرجوع الي كل عضو من اعضائها ..
.. الجمعية العمومية لن "تنام" لمدة عامين قادمين ..
.. لن يتكرر ان تستيقظ الجمعية العمومية فقط كل عامين حيث تفاجأ بوجود كوارث قرارات تم اتخاذها باسلوب ادارة لم يحالفه الصواب .. ثم تدفع الجمعية العمومية اثمانا فادحة لها بعد ذلك ..
.. الجمعية العمومية لنقابة الصحفيين سوف تحاسب النقيب و اعضاء المجلس اولاً بأول و لن تنتظر نتائج الاعمال كل عامين كاملين كما درج عليه الامر في كل انتخابات سابقة ..
اعادة بث الروح في اعضاء الجمعية العمومية لنقابة الصحفيين هي اول مهمة للنقيب القادم .. و معه اعضاء مجلس النقابة المنتخبين ..
ذلك هو المكسب الحقيقي لنقابة الصحفيين في هذه الانتخابات ..
الجمعية العمومية لنقابة الصحفيين هي سيدة نقيب الصحفيين و كل اعضاء مجلس النقابة ..
و مع كل ذلك فالجمعية العمومية ليس لها "أمين عام" تكون مهمته حضور جلسات مجلس الإدارة ليراقب بإسم الجمعية أعمال المجلس و قراراته .. و يجب أن يتم إدراج تلك المهمة عند عمل أول تعديل في قانون النقابة الجديد ..