أقسام







مجلة حراس مصر

مجلة حراس مصر
مصرية ..باقلام وطنية تحت التأسيس

حزن علي وطن .. ونظام حكم لم يقرأ التاريخ


مؤنس زهيري يكتب علي باب الوطن 

لو تفرغت جماعة الإخوان لقراءة تاريخ من سبقهم من حكام مصر بعد ثورة يوليو 1952 و إستخلاص إيجابيات و سلبيات كل حقبة زمنية للإستفادة من الإيجابيات و تفادي الوقوع في السلبيات .. لما كان ذلك شأن الوطن الذي نعيش علي أرضه الآن أسوأ و أسود أيامه علي الإطلاق .. لكن الحادث الآن هو تفرغ الجماعة لتحقيق هدفين لا ثالث لهما و هما أولاً الحصول علي صك الشرعية القانونية بأي ثمن و تحت اي ظرف .. و ثانياً الإنتقام و الإهمال المتعمد لقراءة كتاب التاريخ المصري ..
فعن الشرعية لا يهم الجماعة إلا إقامة الإنتخابات التشريعية بأي ثمن و تحت أي ظرف مهما كانت قسوة و صعوبة تلك الظروف و التي تتمثل في العديد من القلاقل و الإضطرابات تملاً عدداً ليس بالقليل من مختلف محافظات مصر في مناطق جغرافية متباعدة حيث المظاهرات و المسيرات و الإعتصامات و الإضرابات يسقط فيها قتلي و جرحي و تُحرق فيها منشآت و سيارات هي ممتلكات عامة للدولة و خاصة لمواطنين من أبناء الشعب .. المهم إقرار إقامة الإنتخابات للحصول علي "صك الشرعية" الذي به تستطيع مواجهة خصومها السياسيين لتظل تشهره في وجوههم طوال الوقت و أي وقت حال ظهور أي خلاف في الرأي بينها و بين أي فصيل يعارضها دون محاولة الإستفادة من رأي ذلك الفصيل المعارض لصالح الوطن و أبناء الوطن ..
و أما عن الإنتقام فحدث و لا حرج .. فكل عهد عانت فيه الجماعة من سطوة حاكمه علي أفرادها راحت الآن تترصد و تتنمر شخوصه للإنتقام منهم بدءاً من لواءات وزارة الداخلية الذين إعتقلوهم أو سجنوهم بحكم القانون وصولاً لشخص الرئيس الراحل جمال عبد الناصر .. لم تستفد الجماعة من أهم مميزات عهد عبد الناصر و هي إكتشاف الإنسان المصري الجديد عقب ثورة يوليو 52 و إستنهاض همته ليبدأ في بناء مجتمع ما بعد الثورة فكان ذلك الإنسان هو ركيزة الإنطلاق الحقيقية نحو مستقبل أفضل يستحقه الوطن .. لم تستفد لبناء إنسان ما بعد ثورة يناير 2011 كما فعلت الثورة التي سبقتها .. بل إن الجماعة طبقت أسوأ ما في عهد عبد الناصر من مساوئ ألا و هو الإعتماد علي أهل الثقة و ليس أهل الخبرة فكانت نتيجة ذلك الإعتماد الناصري هي هزيمة عام 1967 التي قصمت ظهر الوطن فعلاً فلم يفق منها إلا بعد ستة سنوات كاملة من وقوعها ..
و إستتبعت شهوة الإنتقام تلك نقيصة جسيمة هي غض البصر عن قراءة كتاب التاريخ المصري أعقاب ثورة يوليو 1952 لتستفيد من تجارب عهود الحكم المختلفة التي أعقبته للإستفادة من تميزات كل منها و محاولة تفادي ما وقع في كل منها من نقائص .. بل إن الجماعة ذاتها لم تقرأ تاريخها لتستفيد من تميزاته و تتفادي الوقوع في نقائصه .. فجماعة الإخوان المسلمين كان لأفرادها أولوية الحضور و البدء في الكفاح المسلح علي أرض فلسطين ضد عصابات الصهاينة المغتصبين حتي قبل حضور الجيوش النظامية العربية ذاتها و خوض حرب عام 1948 .. و يذكر التاريخ أن السيد حسن البنا مؤسس جماعة الإخوان المسلمين كان هو أول من نبه إلي أهمية و ضرورة الحفاظ علي شبه جزيرة سيناء بإعتبارها جزءاً مهماً من أرض الوطن لدرجة أنه كان المواطن المصري الوحيد الذي وجه خطاباً عنيفاً شديد اللهجة لرئيس وزراء مصر وقتها صدقي باشا عندما تكلم الأخير عن سيناء بإعتبارها صحراء جرداء لا فائدة منها .. فأورد السيد البنا في خطابه الدلائل العديدة علي الأهمية الإستراتيجية السياسية و العسكرية لذلك الجزء من أرض الوطن و فوائده لمصر كلها و دلل علي كلامه بآيات القرآن الكريم التي عظمت من قدر سيناء .. و لم يكتفي السيد حسن البنا بذلك بل إنه وبخ رئيس الوزراء المصري علي إهماله في تنمية سيناء و عدم الإستفادة من ثرواتها الطبيعية التي أودعها من خلقها في أرضها و طالبه بضرورة إنشاء جامعة كبيرة كمثل جامعة القاهرة علي أن يكون مقرها في مدينة رفح علي الحدود المصرية الفلسطينية .. كان خطاب السيد البنا في عام 1946 .. و اليوم بعد مرور أكثر من سبعة و ستون عاماً علي ذلك الخطاب بينما جماعة الإخوان تمسك بمقاليد الحكم كله تكاد سيناء أن تضيع و تخرج عن نطاق سيطرة الدولة الرسمية الحاكمة ..
إنما هو حزن علي وطن لا يستحق أن يحدث له مثل ما يحدث الآن .. و غضب علي فصيل حكم لم يستفد ممن سبقوه في حكم الوطن لأنه لم يقرأ التاريخ كما يجب أن يُقرأ

ليست هناك تعليقات:

المشاركات الشائعة

اعلان

مجلة حراس مصر تصميم بلوجرام © 2014

جميع الحقوق محفوظة لمؤسسة الدفاع للتنمية وحرية الاعلام والابداع ..الاراء المكتوبة مسؤلية اصحابها . يتم التشغيل بواسطة Blogger.