اختار ان يعيش بحريه ، وعندما ترك عالمنا ضرب
لنا المثل في الشجاعه والتضحيه بحياته لإيمانه بضرورة ايصال الحقيقه كما هي ، فهو كان
أعيننا التي تري وترصد وتعرض ، وبسبب الكاميرا التي يسجل عليها كل مايحدث ، إغتالوه
... إغتالوه إعتقادا منهم أنهم بذلك إستطاعوا أن يطفئوا لنا نور عيوننا التي نري بها
، ولكنهم واهمون .
فبسبب دماء الحسيني أبو ضيف التي أسيلت ، إستطعنا
ان نري بوضوح اكثر وان نميز بوضوح كل من إعتدي علي الأبرياء من أبناء بلدي ، فبسبب
إستشهاد الحسيني إرتفعت لدينا درجة الوعي والرصد وبالتالي الحكم علي ماحدث كما هو ،
بلا زياده أونقصان .
فأزيح الستار وإنكشف ما كان مستور ، فبسبب
دماء اخي الشهيد المصري ، إستطعنا ان نري بكل وضوح ما كان يريد ان يوصله لنا عن طريق
الكاميرا التي سرقت .
فأريد ان اقول له لا تقلق ياأخي ، لقد إستطعت
وبكل حرفيه وجداره ، أن توصل إلينا رسالتك من دون ان تحتاج دليل علي ذلك وان يكون مصورا
.
فاللأسف كنت انت الدليل الواضح الذي لا يحتاج
إلي اي تفسير او مغالطه .
ولكن عندما ننتقل إلي الطرف الآخر ، وهم قتلة
الحسيني ، فلقد خرجوا علينا بكامل عوراتهم وغير متسترين بأي ستار ، فبعد ان إنزاح عنهم
غطاء التدين المزيف ، لم نجد إلا جماعه إرهابيه خائنه قاتله ، كلها حقد وغل ووضاعة وخسه .
ما هذا الكم الهائل من الحقد والغل تجاه أبناء
بلدي الشرفاء وأصحاب الرساله الحقيقه ؟
هل تعتقدوا أنكم قادرين علي إغتيال الحقيقه
، وأنكم بإغتيالكم للحسيني ستتخلصوا الي الأبد
ممن ينقل الحقيقه الي الناس ؟
فأنتم واهمون كاذبون منافقون ومخادعون .
فعندما إختار الحسيني بأن يعمل بالصحافه ،
فهو بذلك إختار بكامل حريته بأن يكون رمزا للحقيقه ، والرموز لا يمكن ان تغتال او تدفن
، فكل ما إستطاعوا ان يفعلوه بقتلهم للحسيني ، بأن جعلوا الحقيقه تظهر وتنجلي أكثر
فأكثر ، لدرجة أنهم أسقطوا ورقة التوت ، وخرجو علينا بعوراتهم وفضائحهم بدون أي ساتر
أو غطاء .
فالرموز لا يمكن ات تغتال ، كل ما يحدث ان
يذهب الجسد عن عالمنا ، ولكن يظل الرمز موجودا عاليا شامخا الي الأبد .
ولكن توجد رموز أخري لابد وأن تحارب لكي نتخلص
منها ، وهم رموز الفساد ، فهذا النوع من الرموز قابل لكل انواع العقاب ، لأنه يعمل
لنفسه فقط ويعادي كل من حوله ، وهذا النوع لابد وان يقتلع من جذوره ، وهذا ما سيحدث
بإذن الله مهما إن طال الزمن .
لأن عدل الله لابد وان يطبق علي الأرض في كل
صغيره وكبيره ، فكل من ترصد وعذب وقتل الأبرياء ، لابد وأن يدفع الثمن ، ويكون الثمن
علي مستوي الحدث ولن نقبل بأقل من ذلك .
فالحسيني فعل ما عليه بكل إخلاص وتفاني ، ونحن
يجب ان نكمل من بعده ، فكل جانب لابد وان يدفع فاتورته كامله ، فلا نقاش ولا حوار في
هذ الموضوع ، وإلا نكون قد شاركنا بطريقه أوبأخري في قتل الحسيني ، فعدل الله لا يمكن
ان يطبق إلا بأيدي اهل البلد الشرفاء .
فالحقيقه ستظل موجوده دائما وأبدا ولا يمكن
تزويرها او دفنها ، وكذلك الحسيني أبو ضيف سيظل دائما في قلوبنا ولن يستطيع احد ان
ينتزعه من داخلنا ، ولكن هذا ليس معناه اننا لا نفتقده في عالمنا هذا ، بل نفتقده ونفتقد
كل من سبقوه ، وكنا نتمني ان يكونوا بيننا وحولنا ، ولكن هذا هو حال الدنيا ان يرحلوا
قبلنا ونستلم بعدهم الرايه ، ونواصل الي ان يأتي أجلنا ونسلم من بعدنا وهكذا إلي ان
يتحقق العدل .
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق