لا يمكن أن نستلهم حكم العرب الغبى الجشع ولا نستلهم حضارة الوفرة العظيمة

• 

  بقلم ..غادة عبد المنعم
  
  هذا المقال أكتبه مخاطبة كل جاهل لم يفهم عمليات بناء الحضارة ويتصور أن إستلهام الحكم العربى قد يؤدى لتنمية وبناء لهؤلاء من غير المتبصرين أقدم هذه المعلومات..
  بنى المصريون لخوفو هرم ضخم فكافئهم بأن بنى لهم معبد ضخم بجواره ووضع مقابرهم بجوار مقبرته وبنى لهم أبو الهول تمثال ضخم يخفى تحته مقابل العظماء والمفكرين منهم حتى لا يتجرأ سارق ويسرقها فيحرمهم من الأبدية وأمر بأن تبنى لكل عامل مقبرة فخمة بها تمثال بدلا من جثته فى مكان ولادته حتى يمكن لروحه أن تعيش فى النعيم للأبد
  وأمر كل عامل أن يعمل فى مقبرته نصف العام وأن يعمل فى مقبرة الملك (هرم خوفو) نصف العام وأن يتقاضى أجر طوال العام من شيخ البلد الموجود فى مكان عمله.
  أحبه المصريون لذلك فهو لم يعامل الأجراء كعبيد كغيره من ملوك باقى البلاد المجاورة لكنه كرمهم لأنهم أبهروه بإخلاصهم ولأنهم مخلصون ذهبوا لأبنه خفرع قائلين لقد إقتربنا من نهاية بناءهرم أبيك سنبدأ فى بناء هرمك غدا ونحضر من كبر من أبنائنا ليعمل فى الهرم الجديد بنفس نظام عملنا فى هرم والدك هل توافق أن يبنوا مقابرهم كما بنينا مقابرنا ونحن نبنى هرم خوفو وافق منكاورع لكنه أشفق على العمال فطلب بناء هرم أصغر كثيرا من هرم والده
  بنى له العمال والمهندسين المصريين ضعف ما طلب من حجم فكافئهم ببناء معابد لكل منهم فى قريته، معابد كانت صغيرة لكنها مبهرة، معابد عبد فيها أبنائهم ما يجلونه من آلهة وهم يبنون مقابر أسرهم، أحبه المصريون لذلك فبنوا لمنكاورع هرم ..
  الحضارة إذن لا يمكن أن يبنيها الحاكم الجشع
  الحضارة تبنى دائما من فائض لا يتحقق إلا بين المتعاونين حكام ومحكومين
  لا يتحقق عندما يسف الحاكم كل شيئ
  يتحقق فقط عندما يعمل الجميع بجهد وإخلاص وعندما تحصل المواهب على ما تستحق من تقدير
  لولا شخصية خوفو المحترمة ما اكتمل بناء هرم خوفو ولولا ان سلالته كانت من ملوك محترمين ما تم بناء هرمى خفرع ومنكاوع وغيرهما
  لابد أن ندرك أن من يكفر الناس لا يمكن أن يبنى حضارة
  ومن بدأ رئاسته بقرض لا يمكن أن يحقق تنمية
  ومن دأب على الكذب لا يمكن أن يبنى مصر
  لا تنظروا للحضارة العربية التى بنيت على الإستعارة والترجمة المغلوطة المتعجلة لكتب يونانية وفارسية كانت قد نقلت بدورها عن المصريين والآشوريين والهنود كنموذج فمن يستعير يبقى دون أن يضيف وحضارة العرب لم تضف شيئا للبشرية
  أنظروا للحضارة التى بدأت من لا شيئ وصنعت كل شيئ هذه الحضارة الفرعونية كانت حضارة الوفرة والفائض والتعاون ولولا التعاون وتقدير المواهب ما تحققت الوفرة ولا تحقق الفائض، هذه هى الحضارة التى يمكنكم أن تعتبروها نموذج.
  لولا عدم جشع الحاكم ما كانقد بقى للعامل جهد ولا قدرة على بناء هذه الصروح العظيمة.
  ملاحظة:
  (المعلومات الجديدة فى هذا المقال حول الملك خوفو وغيرها تم الحصول عليها من تسريبات مخابراتية أسبانية بعد تصوير منطقة الهرم وأسفل أبو الهول ووادى النيل لمسافة ثلاث كيلو مترات لأسفل فى باطن التربة وتم التصوير بإستخدام الأقمار الصناعية وقد كشف عن نصوص مكتوبة فى مقابر ومعابد متناثرة فى صعيد مصر تحكى على ألسنة العمال أحداث حول بناء الهرم، يمكن العودة بنظريتى حول بناء الحضارة وتسمى نظرية الفائض وتنص على أنه لا يمكن أبدا بناء حضارة إلا بوجود فائض مناسب أى ضخم فى الإنتاج وهذا الفائض لا يتحقق فى فترات الحكم الجشع وهذا سبب فشل العرب فى المضى قدما وتطوير حضارات الفراعنة والفينيقين والآشوريين لتكوين حضارة أعظم حيث اكتفى حكام العرب ومن خلفهم من الحكام بالحياة حياة الثراء والإسراف وأهدروا فائض الإنتاج الزراعى والصناعى لمصر والشام وبلاد التركمان والعراق وتونس والمغرب وغيرها، وأفقروا الشعوب العربية ولم ينشروا تعليم العلوم والرياضيات والهندسة والمعمار وبسبب إهدارهم للتعليم والثروات تحولت المعارف العلمية القديمة للمصريين وغيرهم لمعارف شعبية غير مستخدمة إلا فى إطار ضيق داخل بلادها ولم يتم تطويرها ولا تدوينها بالعربية وإكتفى علماء العرب بترجمة كتب اليونان والفرس ولم يضيفوا لها إلا القليل جدا من المعارف الشعبية أى من بقايا العلوم المصرية والفينيقية وغيرها وهكذا بدى وكأن الحضارات القديمة قد اندثرت)