أقسام







مجلة حراس مصر

مجلة حراس مصر
مصرية ..باقلام وطنية تحت التأسيس

ما تعملك قناة انت كمان يا "كبير" .. مؤنس زهيرى


 على باب الوطن 


من فضل حضرتك .. اسمح لي أقول لحضرتك علشان تستريح و تريحني مع حضرتك .. لا تتعب قلب حضرتك و تبحث عن الفكر .... أو الثقافة .... أو التاريخ الصادق .... أو الوعي الوطني .... أو الحس السياسي .... أو الضمير المهني .... أو الرؤية المستقبلية للوطن عند مذيع الفضائيات الذي تراه أمام حضرتك علي شاشة - بعض و ليس أي - القناة الفضائية الخاصة في تليفزي
ون حضرتك .... لكن إبحث حضرتك عن كل ذلك عند "صاحب" القناة الفضائية .. بأقول الكلام ده لأني بأحب حضرتك صديقي المشاهد "الغلبان" الجالس أمام جهاز التليفزيون الآن .. و أصل الحكاية يبتدي إزاي .. شوف يا سيدي ..

يعرض "أحدهم" علي أحد رجال الأعمال "التُقال قوي" فكرته و هو يقول له ما تعملك قناة انت كمان يا "كبير" .. و هو كل اللي بيعملوا القنوات احسن منك يا "كبيرنا" .. و عندما تبدأ أعين الـ"كبير" في اللمعان يسأل عن خطة عمل القناة .. فيكون الجواب ان الخطة و كل المطلوب لها عبارة عن مجموعة مذيعين "محترفين" و مذيعات "حلوين" يعملوا برامج حوارية و يستضيفوا "نجوم" الاعلام التليفزيوني و هات يا حوارات و خناقات عمال علي بطال و ضرب في الكبير و الصغير و ما يخلوش .. الله مش احنا عايشين في عصر الحرية يا كبير و لا إيه .. و المذيعين و المذيعات يقبضوا بالملايين و الضيوف المستديمين ياخدوا اللي فيه القسمة بعد كل حلقة .. لكن الموضوع مش هيمشي حلو قوي كده علي طول .. فتوجد مشكلة أمام القناة و صاحبها ..

القناة عاوزه "تمويل" .. الـ"تمويل" عاوز مجموعة "رجل أعمال" .. و كل"رجل الأعمال" بيعمل مشاريع بتاخد قروض من البنوك .. البنوك بتاعت الحكومة .. الحكومة مش عاجبها برامج في القناة بتهاجمها .. الحكومة تقرص ودن رجل الاعمال صاحب القناة .. قرصة الودن من بنوك الحكومة تطالبه بالمديونيات اللي مستلفها منها أو تحجز عليه .. رجل الاعمال يتوجع من القرصة و "يلم" نفسه .. تختفي البرامج اللي افتكرت ان الحكاية بجد و فيه ثورة و حرية .. كل ده و الشعب بيتفرج عليهم و هم كمان بيتفرجوا بيتفرجوا عليه ..

أدي يا سيدي الحدوتة ببساطة في كل الفضائيات الخاصة .. خلصت الحدوتة .. ماسخة أنا عارف .. لكن هي دي الحقيقة بوضوح .. إعلام أسس بنيانه علي النفاق و المجاملات و تشويه الحقيقة و زرع الشك في النفوس و عدم الحيادية الوطنية المصرية المخلصة .. لا تنتظر بسببه الا تظاهرات الالاف من ابناء الشعب أمام وزارة الاعلام و مبني ماسبيرو و مؤخراً أمام ابواب مدينة الإنتاج الإعلامي ..



حتي لا تعيش الحلم .."الإستثمارات الأجنبية" بين الحقيقة و الخيال ..




لا أعتقد أن "الإستثمارات" التي تأمل الحكومة مجيئها مع "المستثمرين" الأجانب إلي أرض الوطن لعمل مشاريع "إستثمارية" ستكون علي قدر توقعاتها أبداً و عندي سبب واحد فقط لذلك و هو أن مصر أصبحت دولة "قابلة" للثورة في أي وقت .. فالإستثمار في أي بلد دائماً يكون مرادفاً دائماً للإستقرار فيها .. و ثور
ات الشعوب علي حكامها هي أكثر الأسباب إزعاجاً و قلقاً و توتراً لرأس المال "الأجنبي" عن بلد الثورة .. و رأس المال خاضع دائماً للقاعدة الإقتصادية الذهبية "رأس المال جبان" أي لا يحب أصحابه المخاطرة به في أي مكان قد تحدث به إضطرابات أو قلاقل أي وقت و دون إنذار مسبق مما يهددها بمخاطر التأميم و أعمال السلب و النهب علي منشآته حال إندلاع الثورة و التي غالباً ما تكون تعبيراً عن غضبة الشعب علي حكومته .. و حتي إذا تواجد الآن أي مستثمر أجنبي علي أرض الوطن فسوف تكون أرباحه من مشروعه القائم فيها محولة أولاً بأول إلي البنوك الأجنبية خارج حدود الوطن و بالتالي لن يتم تدويرها مرة أخري داخل الوطن في مشروعات جديدة أو حتي توسعات للمشروعات القائمة .. و ما حدث في يناير 2011 علي أرض مصر ليس ببعيد عن أذهان "المستثمرين" الأجانب الذين تامل الحكومة في عودتهم لضخ إستثماراتهم مرة أخري في مصر و إنشاء الشركات و إقامة المصانع و .. و .. و .. إلي آخر الآمال و الطموحات التي تحلم بها الحكومة أي حكومة من قدوم الإستثمارات إلي مصر .. و كأني أتخيل – مجازاً – أن أي مستثمر أجنبي تهبط طائرته النفاثة الخاصة علي أرض مطار القاهرة تكون أول قراراته الإستثمارية أن يأمر قائدها فور نزوله منها أن يُبقي محركها شغالاً لأنه سيعود إليه في أقرب وقت للنجاة بحياته ..
إن الحكومة – أي حكومة – التي تضع في إعتبارها دائماً أن الإستثمارات الأجنبية الخارجية يمكن أن تساهم في نهضة الوطن هي حكومة لا تتعامل مع الواقع تعاملاً فعلياً حقيقاً بل إنها تحاول أن تعيش في حلم واهم أدرك المستثمر الأجنبي إستحالة تحقيقه و أدرك أنه خيال فعزف عن "التضحية" برأس ماله في بلد مستعد للثورة أي وقت .. إنه الفارق بين الحقيقة و الخيال في موضوع "الإستثمارات الأجنبية" .. لهذا فالحكومة الرشيدة لا يجب أن تعول خيراً علي إستثمار أجنبي في بلد أصبح قابلاً لقيام ثورة في أي وقت بل يجب عليها أن تهتم الإهتمام الأكبر بالإستثمارات الوطنية المصرية الخالصة خاصة بعد إندلاع ثورة يناير 2011 ..



ليست هناك تعليقات:

المشاركات الشائعة

اعلان

مجلة حراس مصر تصميم بلوجرام © 2014

جميع الحقوق محفوظة لمؤسسة الدفاع للتنمية وحرية الاعلام والابداع ..الاراء المكتوبة مسؤلية اصحابها . يتم التشغيل بواسطة Blogger.