أقسام







مجلة حراس مصر

مجلة حراس مصر
مصرية ..باقلام وطنية تحت التأسيس

الرئيس بين ميدان "أمة" و ميدان "حزب" ..

مؤنس زهيري كاتب صحفي مصري
      مؤنس زهيرى يكتب على باب الوطن       
جانب الدكتور مرسي الصواب بسماعه إلي نصيحة مستشاريه و الخروج أمام متظاهري قصر الإتحادية الذين تجمعوا تأييداً له و لقراراته .. فالذي خرج خطيباً فيهم هو رئيس حزب و ليس رئيس دولة .. ليبدو و كأنه في مشهد إنتخابي كمثل ما فعل من أشهر قليلة مضت أثناء حملته الإنتخابية لخوض إنتخابات رئاسة الجمهورية ..

فليس شرطاً أن كل من وقف أمام قص
ر الإتحادية من مؤيديه .. كما أنه ليس بالضرورة أن كل من وقف في ميدان التحرير من معارضيه .. و كان الأولي لو أراد توجيه كلمة إلي الأمة أن يستدعي جهاز التليفزيون الرسمي و يسجل كلمته فيه لتذاع علي الشعب كله من خلال الجهاز الإعلامي الرسمي للدولة ..

هذا في حالة ما إذا كان السادة المستشارون قد نصحوه بعدم الذهاب إلي ميدان التحرير حرصاً علي سلامته .. مع أنه هو شخصياً إكتسب الشرعية الشعبية عندما اصر علي الذهاب إلي ميدان التحرير و الوقوف فيه وأقسم قسم رئيس الجمهورية أمام جموع الشعب المحتشدة عقب نجاحه في إنتخابات الرئاسة .. أقسم في الميدان قبل قسمه أمام المحكمة الدستورية العليا و هي الجهة الرسمية في الدولة المنوطة بذلك الأمر ..

المدهش أنه عقب الإنتهاء من الخطاب ظهرت علي المنصة بعض القيادات السياسية أحدهما من حزب الحرية و العدالة و الأخر من حزب آخر و كأنهم يهنئونه علي خطابه و أغلب الظن أنهما من أشار عليه بذلك الخطاب أما الجمع المحتشد ..

الآن .. ما هو موقف الرئيس من ميدان التحرير الذي أكسبه شرعيته الشعبية كرئيس للدولة قبل أن يكتسب الشرعية القانونية أمام المحكمة الدستورية العليا .. و في المقابل .. ما هو موقف ميدان التحرير من الرئيس و هو الذي إحتضنه فائزاً بالإنتخابات الرئاسية من أشهر قليلة مضت لإصراره علي القسم فيه إحتراماً له كرمز للثورة المصرية ..

و الأهم هو السؤال .. هل أصبح عندنا ميدانين محركين لأحداث الوطن .. ميدان التحرير و ميدان الإتحادية .. موقف ملتبس خلقه نصيحة المستشارين الذين تعاملوا مع شخص رئيس الدولة المصرية بإعتباره رئيساً لأحد أحزابها فكان خطابه "الحزبي" ..

نتيجة الخطاب هو إقرار وجود ميدان ثانٍ محرك للأحداث .. لكن تبقي حقيقة الأمر .. أن الميدان الوليد هو ميدان "حزب" .. لكن يبقي ميدان التحرير هو ميدان "أمة" أكبر من كل حزب ..
شعبياً .. إنقسم الوطن إلي فريقين .. فريق مؤيد لجماعة الإخوان المسلمين .. و فريق معارض لجماعة الإخوان المسلمين ..

و الإنقسام هو كارثة الكوارث عن حق التي يمكن أن يُبتلي بها أي شعب .. و أمام كارثة "الإنقسام" تتضاءل أي مشكلة أخري .. فلا قيمة لمشكلة إقتصادية خانقة لها أكثر من طريق للحل .. و لا أهمية لأمن مفقود يمكن أن يعود بقرار عسكري في خلال ساعات معدودة .. و ما يذكر تاريخ الوطن المسجل و المحفوظ عبر الآف السنين أن إنقساماً بمثل تلك البشاعة حدث من قبل بين ابناء الشعب المصري ..

إنه "شرخ" في جدار الوطن لا أعرف كيف سيتم علاجه و من سيداويه .. لأن "الطبيب" المعالج غير متوافر الآن بين كل تلك القيادات التي تحاصر الشعب من كل جانب .. سواء كانت في سدة الحكم أو خارجه ..

ليست هناك تعليقات:

المشاركات الشائعة

اعلان

مجلة حراس مصر تصميم بلوجرام © 2014

جميع الحقوق محفوظة لمؤسسة الدفاع للتنمية وحرية الاعلام والابداع ..الاراء المكتوبة مسؤلية اصحابها . يتم التشغيل بواسطة Blogger.