"الشرعية الثورية" المظلومة ..

مؤنس زهيري كاتب صحفي مصري 

     مؤنس زهيرى  يكتب "  على باب الوطن "         

.. و مما يضحكك و يبكيك في ذات الوقت .. أن كلاً من الفريقين المتناطحين في "حب مصر" يستخدم كل منهما غطاء "الشرعية الثورية" للدلالة علي قوة موقفه و أحقيته في قيادة الوطن .. و ما تلك الشرعية الثورية إلا ذلك الحشد الهائل من المؤيدين و المناصرين لكل فريق .. "الشرعية الثورية" ذلك الإلهام من السماء التي ألهمت به كل جموع الشعب الثائرة للخروج في يوم الخام

س و العشرين من شهر يناير عام الفين و أحد عشر ثم الإجماع علي التوجه نحو ميدان التحرير في قلب القاهرة للإعتصام و المبيت فيه إلي أن يتحقق الهدف الذي من أجله خرجت و ثارت و قد حدث .. "الشرعية الثورية" تحققت فقط يوم خرج كل أبناء الشعب دون هوية سياسية أو حزبية أو دينية أو شخصية و لم يكن أيِ منهم يحمل إلا هوية واحدة فقط هي الهوية "الوطنية المصرية" .. أما ما أراه اليوم من كلٍ من الفريقين المتنازعين علي "قلب مصر" فليس من الشرعية الثورية في شئ .. إنما هو "شرعية حزبية" لا أكثر .. و كل حزبٍ بما لديهم من حشود فرحون .. إنه الظلم البين لمعني و قيمة "الشرعية الثورية" ..

إحنا بتوع "عشة الفراخ" أخي المؤمن ..
------------------------------------
قاعدين احنا بس نهري و ننكت ع الفيس بوك تعليقات و لايكات و أصحابنا اللطاف من اللجان الإلكترونية اللي تبع كل فريق سياسي نازلين شتيمة و تهديدات لبعضهم .. و في الشوارع نتظاهر و نزعق و نغلي و نتخانق لحد الموت .. و كله "فوق" متهني و متوافق و مربط و مظبط و مقسم .. و بكره حكومة جديدة نصها من فلول الحزب الوطني "عدو" جماعة الإخوان الم

سلمين .. و يرجع رجال أعمال الحزب الوطني تاني يقسموا الأراضي و البحار و المحيطات من أول شرم الشيخ لحد صخرة ليلي مراد في مرسي مطروح عشان المشاريع الإستثمارية لصالح الوطن و أبناء الوطن و مستقبل الوطن .. و كفايه علينا أنا و أنت أخي المؤمن "عشة الفراخ" اللي إحنا عايشين فيها .. و لو فتحت بقك يقولك .. إييييييه عاوز إيه أكتر من كده .. رئيس إسلامي و دستور إسلامي و حكومة إسلامية يا راجل إتقي الله إنت هتكفر و لا إيه .. إوعي تزعل نفسك و لا تزعل صاحبك منك .. إحنا اللي باقيين لبعض .. إحنا بتوع "عشة الفراخ" أخي المؤمن ..

ثمن الحرية ..
----------
كلنا ندفع "ثمن الحرية" .. "الوطن" يدفع بالإضطرابات التي تعبث بأركانه .. "الشعب" يدفع بالخوف من مستقبل مجهول .. "الجيش" يدفع بالدخول إلي عالم السياسة المقلب .. الدين يدفع الثمن بإدعاءات الباطل عليه .. "مقام" الرئاسة أرفع المقامات في الوطن يدفع بالإنتقادات التي تصل إلي حد التطاول و الإمتهان .. "الأصول و الأعراف" تدفع بالخروقات الدائمة لها .. معني"الجمال" يدفع بالإستمرار المتعمد في نشر القبح في كل شئ .. "ثمن الحرية" ندفعه باهظ التكلفة و لهذا سيكون نصيبنا من المستقبل يفوق ما دفعناه إن شاء الله .. لأننا كنا شعب الصابرين علي حكامهم صبراً تنهد له الجبال ..

الذين يفهمون الإسلام أكثر من أهله ..
-----------------------------
.. و لماذا لا يتجرأ علي أمة الإسلام بعض "النكرات" الفنية أو الصحفية الغربية سعياً للشهرة علي حساب المسلمين طالما أنه لا يوجد من زعماء العرب المسلمين من يرد الإساءة بالصفعة المؤلمة الموجعة .. رحمة الله و بركاته علي زعامات بقامة جمال عبد الناصر و فيصل بن عبد العزيز آل سعود و زايد بن سلطان آل نهيان الذين لم يلقوا بأنفسهم في الحضن الأم

يركي أو الغربي فإرتمت تحت أقدامهم هامات الغرب و أتت لهم طوعاً و كرهاً فكان لأمة العرب و الإسلام شأن ليس كأي شأن ..
يقول ارنولد توينبي أشهر مؤرخي القرن العشرين "إننا لا نخشي الشيوعية فقد خرجت من جعبتنا و ستعود إلينا و لا نخشي الجنس الأصفر فهم أمة لا يملكون قيماً إلا قيم الحضارة الغربية لكن خشيتنا من المارد الإسلامي إذا إستيقظ مرة أخري لنفاجأ بصيحات التكبير و نداءات التهليل في جنوب أوروبا أواسطها" ....
يا سيدي هؤلاء قوم يقرأون و يفكرون و يفهمون الإسلام أكثر من أهله ..