أقسام







مجلة حراس مصر

مجلة حراس مصر
مصرية ..باقلام وطنية تحت التأسيس

"جنون السلطة" .. و عُقدة ميدان التحرير ..

مؤنس زهيري كاتب صحفي مصري
      مؤنس زهيرى يكتب على باب الوطن       
التظاهرات في كل دول العالم تقوم ضد تعسف الحكومة و ظلمها و جبروتها ضد أبناء الشعب .. أما في مصر فقد تم اليوم إقرار "منطق" جديد للتظاهر و هو تظاهر الشعب ضد الشعب لتصبح تظاهرات شعب مصر بمثابة "خناقة الشوارع" المصرية التي نشاهدها في أي شارع مصري أو أي حارة مصرية .. علي كل قيادات أحزاب التيار الإسلامي أن تتحمل المسئولية الكاملة
 عن الصدام العنيف المتوقع حدوثه يوم السبت في ميدان التحرير بسبب دعوتها "المجنونة" للتظاهر في قلب ميدان التحرير الذي تقيم فيه كل فصائل العمل السياسي الأخري .. و كأن "السيطرة" علي ميدان التحرير هو بمثابة التأكيد علي قبض السلطة في الدولة و كأن كل مفاصل الدولة "الرسمية" غير كافية لتأكيد ذلك الأمر .. و مع أن الكثيرين من شباب التيار الإسلامي "عصوا" أمر قياداتهم في الأيام الأولي لثورة الخامس و العشرين من يناير عام 2011 و نزلوا إلي الميدان مشاركون مع كل أبناء الشعب في التظاهرات بدافع وطنيتهم المصرية الاصيلة .. إلا أن ميدان التحرير بقي "عُقدة" في نفوس القيادات العليا لعدم مشاركتهم في أيام الثورة الأولي .. حتي بعد مرور عامان كاملان علي تاريخ إندلاع الثورة بقيت العُقدة كما هي ..
ميدان التحرير قي قلب عاصمة المعز و الذي شهد أشهر زعامات العمل السياسي الأجنبية من كل دول العالم يزورونه يسيرون علي أرضه و يتطلعون إلي سمائه ينظرون إلي بناياته التي كانت شاهداً علي أروع ثورات الحرية في القرن الحادي و العشرين .. هذا الميدان سوف يتحول بالتصرف "الأهوج" لقيادات أحزاب التيار الإسلامي إلي ميدان تصادم و تناحر بين أبناء الشعب الواحد قد يسقط فيه ضحايا لا قدر الله ..
المدهش و المؤسف في ذات الوقت أنه مع تصاعد تصريحات قيادات التيار الإسلامي التي تؤكد علي ضرورة التظاهر في ميدان التحرير لم أسمع صوتاً واحداً من القيادات العليا للتيار تنهي عن تلك الدعوات و تدعو إلي الحفاظ علي "حُرمة" ميدان التحرير بإعتباره رمز الثورة الأول في الوطن .. ليبدو الأمر و كأنها تبارك "فتح" ميدان التحرير و تحريره من الكفار الذين يحتلونه ..
هل أسمع صوت رئيس الدولة أحد رموز التيار الإسلامي و أعلاها مقاماً رسمياً في الدولة ينهي الذهاب إلي ميدان التحرير .. عندي أمل أن ينسي قيادته السابقة لحزب الحرية و العدالة و يتذكر فقط قيادته الحالية للوطن و أنه رئيس الدولة المصرية المسئول الأول عن سلامة كل أبناء شعبها ..

فكر "الحسنة المخفية" لا يقيم إقتصاد الدول ..
-------------------------------

كيف ستكون النظرة إلي شعب يعيش ثُلثيه تحت خط الفقر .. كيف سيحصل علي حقه في الحياة الكريمة .. هل ستكون النظرة إلي ذلك الحق و كأنها "نفحة" من غني إلي فقير .. أم ستكون كأنها "زكاة" مال .. أم ستكون كمثل الـ "حسنة مخفية" .. أن تكون ناجحاً في إدارة تجارة خردوات أو سلسلة محلات سوبر ماركت أو مجموعة محلات العبايات ليس بالضرورة أن 
تحقق نفس النجاح في إدارة دولة أساسها مواطن يعيش بما يوازي 12 جنيهاً مصرياً فقط في اليوم – بما يعادل 2 دولار أمريكي - كارثة أن يعود فكر شركات توظيف الأموال التي "خربت" الإقتصاد المصري في ثمانينيات القرن الماضي ليكون هو الفكر الحاكم لإقتصاد دولة بحجم مصر .. شغل "القومسيون" و "كشوف البركة" و "تغيير العملة" و "تجارة القوافل" سيخرب الإقتصاد المصري الخربان أصلاً .. لن أقول وداعاً لآراء الإقتصادي العالمي آدم سميث .. و لا لفكر رجل الإقتصاد المصري المحترم صاحب المقام الرفيع طلعت باشا حرب .. و لا لعقلية الدكتور يحيي عويس أستاذ الإقتصاد المصري العالمي الذي تتلمذت علي يديه في الجامعة .. إنما أنتظر ذلك الفكر الإقتصادي العالمي المنهجي قريباً إن شاء الله .. فمصر تستحق أن تتم إدارتها بذلك المستوي الرفيع من الفكر ..


ليست هناك تعليقات:

المشاركات الشائعة

اعلان

مجلة حراس مصر تصميم بلوجرام © 2014

جميع الحقوق محفوظة لمؤسسة الدفاع للتنمية وحرية الاعلام والابداع ..الاراء المكتوبة مسؤلية اصحابها . يتم التشغيل بواسطة Blogger.