أقسام







مجلة حراس مصر

مجلة حراس مصر
مصرية ..باقلام وطنية تحت التأسيس

قلت "لا" في إستفتاء الدستور ..


مؤنس زهيرى يكتب على باب الوطن 

ما بعد نتيجة الإستفتاء علي الدستور هو الأهم ثم الأهم ثم الأهم .. فلا يتكبر صاحب الأغلبية التصويتية علي صاحب الأقلية .. و لا يستخف به .. و لا يشمت فيه .. و لا يقلل من شأنه .. و لا يُقصيه من المشاركة في العمل العام من أجل الوطن .. و في المقابل علي صاحب الأقلية التصويتيه ألا يترصد .. أو يتنمر بعمل صاحب الأغلبية .. و ألا يحاول إفشال خططه أو مش
اريعه .. و ألا يوجه له الإتهامات عمال علي بطال لإخفاقه و تثبيط هممه .. هذا هو المفترض .. لكن المتتبع لسلوكيات الطرفين قبل الإستفتاء ينذرك بأن "المفترض" سيكون "مستحيلاً" .. و ستكون المهمة القادمة للوطن انه "يحجز" بين الطرفين في "خناقتهم و في اللجنة الإنتخابية وجدت أمريكا "كابسه" علي نَفَس مصر في لجنة علي الجارم
في لجني الإنتخابية لجنة مدرسة علي الجارم الإبتدائية بمنيل الروضة وجدت "ملخصاً" وافياً للعلاقات المصرية الأمريكية .. طابور الناخبين طويل جداً يمتد من باب المدرسة حتي نهر النيل خلف المدرسة .. الأعداد كبيرة جداً غير ما شاهدتها في إنتخابات الرئاسة بمرحلتيها .. داخل غرفة التصويت كان قاضي اللجنة مشغول جداً بمتابعة عمله في التحقق من شخصيات الناخبين الداخلين ثم عقب توقيع الناخب في كشف الحضور يقوم بتسليمه بطاقة التصويت .. .. و بينما القاضي مشغول في عمله .. وقفت علي يمينه سيدة تتكلم اللغة الإنجليزية باللكنة الأمريكية المعروفة .. إنها تتكلم مع القاضي علي يسارها .. ثم فجأة تلتفت لتتكلم مع أحد موظفي اللجنة خلفها .. ثم تتكلم في ذات الوقت مع موظف آخر واقف أمامها .. بدا الأمر و كأنها تحاول إقناع المتواجدين أنها هي التي تنظم العمل و توزع الأدوار و تراقب سير العملية الإنتخابية داخل الغرفة متوسطة الحجم .. بينما القاضي يجيبها علي تساؤلاتها باللغة الإنجليزية و عيناه و لسان حاله يريد أن يصرخ في وجهها أنه لا يحتاج إليها هنا و يرجو أن تتركه يباشر عمله في هدوء فهو الأقدر علي ذلك دون تدخل أو مساعدة من أحد أياً من كان ..
قرأت من الدقائق التي أمضيتها داخل اللجنة ملخصاً وافياً سريعاً للعلاقات المصرية الأمريكية .. السيدة الأمريكية هي "امريكا" كابسه علي نفس مصر تدس أنفها في كل شئ يجري علي أرض الغرفة "الوطن" .. و القاضي هو "مصر" التي تريد أن تتخلص منها و من قرفها و هيمنتها و تدخلها في كل كبيرة و صغيرة في الشأن المصري .. من أول مؤسسة الرئاسة المصرية حتي مدرسة علي الجارم الإبتدائية .. و لك الله وحده يا وطني ..
رفضت ذلك الكتاب الذي بات سبباً في قسمة وطن لأول مرة في تاريخه ..
رفضت ذلك الكتاب الذي كان سبباً في تصادم أبناء الوطن إلي حد إزهاق الروح التي حرم الله إزهاقها إلا بالحق و ما كان هذا الكتاب بالحق .. رفضت ذلك الكتاب الذي يريد الخروج إلي النور بعد أن أودعنا جثامين أبناء الوطن ظلمات قبورهم .. لا أبحث عن من فعل بمن .. و لا من قتل من .. و لا من إبتدأ و لا من أنهي .. فالنتيجة المخجلة المحزنة لذلك الكتاب "المجرم" هي ذلك الصدع الذي ضرب في عمق الوطن ..
ألا لطفاً يا رب الرحمات بوطن مثخنٍ بالجراح و لا أحد يريد أن يرحمه .. و كل ذلك من أجل بضعة وريقات لا تُدخل أحداً نعيم جنتك .. و لا ترحمه من لهيب نارك .. فسبحانك وحدك ربي من يملك مستقر جنته و مستودع ناره ..

قراءة في نتيجة الجولة الأولي للإستفتاء
علي الدستور (56,4 % نعم ــ 43,6 % لا)

----------------------------------
1 الرقم الفارق بين الجانبين ليس بالفارق الكبير (13 %) بالرغم من الفارق الكبير الذي يتمتع به التيار الإسلامي من خلال عمر تنظيمه ا
لرسمي الذي يتعدي الثمانين عاماً و إعتماده علي أقوي أنواع الدعاية الفاعلة و هو الوازع الديني ..
2 حقق التيار الثوري المناهض للتيار الإسلامي نسبة كبيرة (43,6 %) علي الرغم من عمره القصير في الشارع السياسي المصري و الذي لا يُقارن بعمر التنظيم السياسي الراسخ المقابل له ..
3 "الشارع" لم يعد ملكاً خالصاً للتيار الإسلامي فقد تواجد به من يزاحمه فيه و بقوة ..
4 الفارق الصغير بين الجانبين (12,8 %) لا يعطي مؤشراً إيجابياً علي إكتساح أحدهما للآخر في أية إنتخابات نيابية أو رئاسية قادمة لو أضفناه إلي نسبته المئوية التي حققها فعلاً ..
5 النسبة المئوية التي حققها التيار الثوري (43,6 %) تعد كبيرة بالقياس إلي النسبة المئوية للتيار الديني صاحب الأغلبية الشعبية في برلمان مجلس الشعب المنحل مما ينبئ أن يكون تياراً "مزاحماً" بقوة و ليس كاسحاً في أية إنتخابات برلمانية قادمة ..
6 تحالف أحزاب و تيارات و تكتلات سياسية حصلت علي تلك النسبة الكبيرة نوعاً ما (43,6 %) سيقدم وجوهاً سياسية جديدة يمكنها خوض أية إنتخابات برلمانية أو محلية قادمة بتأييد من أصحاب التصويتات في تلك النسبة علي الرغم من إنتماءاتهم الحزبية المتنوعة ..
7 حصول التيار المنافس للتيار الديني علي تلك النسبة المئوية يؤكد أن تحويل مصر إلي دولة إسلامية الهوية بالصفة الشرعية الرسمية ليس بالأمر الهين و أن هناك ما يقرب من نصف المجتمع يرفض ذلك الأمر و يدافع عن الهوية الأصلية للوطن ..
8 مؤشر مهم علي رفض قطاع عريض من الشعب تحويل مصر إلي دولة إسلامية رسمياً هو النسب المئوية لمدينة القاهرة العاصمة الرسمية للدولة و كانت (57 % لا ــ 43 % نعم) و هو مؤشر له دلالات كثيرة ..
(الأشكال التوضيحية من جريدة الأخبار عدد الإثنين 17 ديسمبر 2012)

ليست هناك تعليقات:

المشاركات الشائعة

اعلان

مجلة حراس مصر تصميم بلوجرام © 2014

جميع الحقوق محفوظة لمؤسسة الدفاع للتنمية وحرية الاعلام والابداع ..الاراء المكتوبة مسؤلية اصحابها . يتم التشغيل بواسطة Blogger.