أقسام







مجلة حراس مصر

مجلة حراس مصر
مصرية ..باقلام وطنية تحت التأسيس

لبن الأم الأمريكية الرؤوم .. كلهم منه "راضعون" ..


مؤنس زهيرى يكتب على باب الوطن 

أقول لحضرتك .. مش فارقة معايا نتيجة الإستفتاء تكون "نعم" أم "لا" .. النتيجة المؤكدة فوز أمريكا و إسرائيل و "إنشطار" مصر .. كلهم يا صديقي نحو "الحضن" الأمريكي يسعون .. يمشون .. يهرولون .. بل يطيرون .. و سواء نجح هذه المرة أصحاب "نعم" أو أصحاب "لا" .. فكل منهما سيجد مكانه محجوزاً علي الجانب الأيمن أو الجانب الأيسر علي الثدي الأمريكي ليرضع من لبن الأم الرؤوم .. و ما سوف يحدث بعد ذلك - لو حدث أي تغيير يعني – ما هو إلا تبديل جانب الرضاعة فقط .. فقد رضعت كل "القوي الثورية" - علي إختلاف توجهاتها الفكرية - و ذاقت و إرتوت من لبن الأم .. و سيبقي "الوضع" علي ما هو عليه إلي أن يتم "فُطام" العرب أجمعين .. ليس فُطام الشعوب .. لكن فُطام حكام الشعوب .. بس كده سيادتك ..

قلت "لا" للدستور لكنني أتمني إقراره ..
-------------------------------------

علي الرغم من تصويتي بـ"لا" في إستفتاء مشروع الدستور يوم السبت الماضي .. إلا أنني أتمني أن تكون النتيجة النهائية للإستفتاء بـ"نعم" ليتم إقرار الدستور الجديد و العمل به .. ليكون ذلك الأمر هو "مسك الختام" فعلاً لتجربة تاريخية خاضها شعب مصر إحتكم فيها إلي "الصندوق" في كل إنتخابات أو إستفتاء بدءاً من إستفتاء 19 مارس 2011 حتي إنتخابات رئاسة الجمهورية يونيو 2012 مروراً بإنتخابات مجلس الشعب الإنتخابات النيابية الأهم .. و لقد عاش شعبنا "الصابر" التجربة الديمقراطية كاملة من خلال "الصندوق" و حصد كل آثار نتائج إختيارات أغلبيته و شاهد و سمع و لمس علي أرض الواقع فعلاً مستويات الأداء الحقيقية لكل تلك الإختيارات ثم كان "التقييم" الشعبي الفعلي دون ظلم أو إجتراء علي شخص أو فصيل من خلال أفعال و أقوال إختياراته .. حقيقة قلت "لا" في إستفتاء الدستور الجديد .. لكنني أتمني أن تكون النتيجة النهائية هي "نعم" لتكون آخر تجارب الشعب "الصابر" حتي يتم طي صفحة تلك التجربة بمشتملاتها نهائياً و إلي الأبد .. ثم الإنطلاق نحو مشروع مصر الجديدة فعلاً .. مشروع يستحقه وطن عمر حضارته سبعة آلاف سنة من تاريخ البشرية علي الأرض ..

أخيراً الشعب المصري "نطق" ..
-------------------------

و تبقي النعمة الكبري التي أنعم الله بها علي شعب مصر و التي لم نلتفت إليها وسط عراكنا و تطاحننا علي كل شئ و أي شئ و عن أي شخص و علي كل موقف .. هي "نعمة النُطق" .. فالحياة المصرية لم تعد قاصرة علي الأكل و الشرب و العمل و كل مظاهرها المعتادة التي عشنا فيها قروناً من عمر الزمن .. الحياة إتسعت لينطق و يتكلم كل مواطن و يقول بما يريد و يقتنع و يؤمن .. هناك من يتكلم بهدوء و روية .. و هناك من تأخذه حماسة القول فيتكلم و ينفعل و يصرخ .. المهم أن الجميع قد نطق و تكلم .. و ظهر علي سطح الوطن مكنون الصدور الذي ظل لعقود مكبوتاً سجيناً مقهوراً لا يرتقي إلي لسانٍ ينطق به .. ستجد "مصطفي" تلميذ المدرسة الإعدادية ينطق و يتكلم ليبدي رأيه في "الدستور" .. و بجانبه ستجد خالتي "حسنية" بائعة الجرائد تنطق و تقول و تنتقد أداء رئيس الدولة .. و معهما ستجد "رضا" سايس الجراج يهاجم أداء أعضاء مجلس الشعب .. الكل نطق و تكلم .. سلباً أو إيجاباً .. المهم أنه نطق و تكلم .. ثم بعد ذلك ليميز الله الخبيث من الطيب لصالح الشعب .. سيذكر التاريخ أن الشعب المصري لم ينطق في عهد حكم الرئيس الراحل جمال عبد الناصر و الذي أعتنق منهج فكره الثوري و الإجتماعي علي الأخص .. و لم ينطق في عهد حكم الرئيس الراحل أنور السادات الذي أتحفظ علي بعض سياساته تحفظاً شديداً .. و لم ينطق في عهد حكم الرئيس الأسبق حسني مبارك الذي أعاش الشعب في مخدرات الرياضة و الفن .. و لكن الشعب نطق في عهد حكم جماعة الإخوان المسلمين الذي أتحفظ علي منهج أدائهم السياسي أشد التحفظات لإصرارهم القوي علي تطبيق منهج تفكير "الجزء" الصغير علي "الكل" الكبير حتي و إن تلون ذلك النطق بلون دماء العنف و القتل لأسباب عدة لكن المهم أن الشعب نطق .. و لسوف يذكر التاريخ ذلك الأمر لهم سواء بقوا في الحكم أو رحلوا كمثل من رحل من قبلهم .. فلا دائم إلا وجه الله حتي تشرق الشمس من مغربها .. و ستبقي "ثورة يناير" هي الأساس في إنطاق الشعب بفضل الله و هي التي دعته لبناء مصراً جديدة ليست كمثل اي مصر سبقتها .. و لسوف يعقب العسر يسراً فهذا وعد الله الذي لا يخلف وعده .. و ما أقسي ما نعيش فيه اليوم من عسر .. بل و أعسار ..

ليست هناك تعليقات:

المشاركات الشائعة

اعلان

مجلة حراس مصر تصميم بلوجرام © 2014

جميع الحقوق محفوظة لمؤسسة الدفاع للتنمية وحرية الاعلام والابداع ..الاراء المكتوبة مسؤلية اصحابها . يتم التشغيل بواسطة Blogger.