أقسام







مجلة حراس مصر

مجلة حراس مصر
مصرية ..باقلام وطنية تحت التأسيس

عندما تهون مصر فإنتظر عصاها ..


مؤنس زهيرى يكتب على باب الوطن 


أصبحت مصر منقسمة علي نفسها بين جانبين يسعي كل منهما نحو التصادم مع الآخر و محاولة الإنتصار عليه تأكيداً لأحقيته في حكم الوطن .. جانب فيه مؤسسة الرئاسة بما يدعمها من الشرعية القانونية تساندها قوي التيار الإسلامي علي إختلاف مرجعياته .. و الجانب المقابل فيه كل قوي العمل السياسي بما يدعمها من تيارات شعبية و أحزاب مدنية ترفض أصلاً حكم جماعة الإخ
وان المسلمين .. المؤسف أن كلاً من الطرفين أصبح يستخدم سلاح "الحشد الجماهيري" في مواجهة الجانب الآخر علي أرض الشارع دون مراعاة لحدوث صدام دموي متوقع بين أبناء الشعب الواحد و هو الأقرب إلي التحقق .. هانت مصر علي الجانبين الذي يتمسك كل منهما برؤيته و يدافع عنها دفاع المستميت .. فهي معركة الحياة أو الموت لكل منهما و الذي لو مات فلن تقوم له قائمة مرة ثانية .. أما من سوف يحل تلك المشكلة و يضع نهاية لها فهو "عصا" الشعب المملوكة لكل افراد الشعب دون تفرقة .. و التي أدعو الله أن تظهر قريباً و لا تتأخر أكثر من ذلك لتضع حداً لكل ذلك العبث بالوطن الذي وقع عندما هانت مصر علي الجانبين .. و عندما تهون مصر فإنتظر عصاها ترد الجميع إلي صوابهم ذلك الصواب الذي ضاع بفتنة كرسي السلطة ..


ساعدوا شباب الوطن إنهم مستقبله ..
----------------------------

قبل حوالي عام مضي .. ركبت احدي سيارات التاكسي في طريقي الي ضاحية مصر الجديدة ازر صديقا عزيزا لم اره من عدة اشهر .. و عادة احب ان استقل سيارات التاكسي .. فمع الحديث مع قائدها يمكنك ان تعرف احوال الوطن كلها , خاصة اذا كان سائقا عجوزا امضي حياته كلها خلف مقود سيارة الاجرة التي يعمل عليها ما لا يقل عن اثنتي عشرة ساعة كل يوم , و ربما تزيد .
.
سائق التاكسي يقل خلال ساعات عمله اعدادا كثيرة يوصلهم الي غاياتهم .. يقابل انماطا مختلفة من اهل المدينة من كل المستويات المعيشية و الدرجات التعليمية و المناصب الوظيفية .. مع كل منهم يتجاذب اطراف الحديث .. و يتناقش في كافة الموضوعات في شتي مجالات الحياة .. و ما الموضوع المشترك هذه الايام بين قائد سيارة التاكسي و اي راكب يستقل سيارته الاجرة الا "احوال البلد" و كيف العبور بها من مأزق اوقعها فيه قادتها .. و سارت الامور هادئة و حركة السيارات سريعة حتي وصلنا الي قرب ميدان نادي هليوبوليس .. فجأة اصبحت السيارات متباطأة .. و السيارات تراصت بجانب بعضها البعض .. و لم اسمع صوت بوق واحد لاي سيارة كعلامة من علامات التذمر علي ذلك الزحام الذي وقع فجأة .. حتي سائق التاكسي نفسه لم يعلن تأففه من تلك "العطلة" التي ستؤخره عن الوصول بزبونه بسرعة الي غايته استعدادا لاستقبال زبون اخر .. و فجأة لمحت شابا يقف وسط السيارات تبدو عليه علامات الوجاهة الانسانية الشابة يرتدي قميصا ابيضا نظيفا و علي يمينه بعض الشباب في مثل سنه منهمكون في عمل رسومات علي رصيف محطة المترو يجاورهم اخرون يعدون صفائح و علب الالوان المختلفة بينما اخرون ينظفون الرصيف استعدادا للعمل عليه .. هذا الشاب يقف بين السيارات لا يعطلها عن السير لكنه يشير باصبعه بعلامة رقم واحد .. و ما ان اقتربت السيارة منه الا وجدت السائق يخرج جنيها واحدا يعطيه له فيشكره الشاب قائلا "ربنا يخليك يا عمي اشكرك" .. لم يتبادلا الحديث و كأنه امر معروف .. سألت السائق ما الذي جري امامي الان .. اجابني "دول مجموعة شباب لا يطلبون الا جنيها واحدا يشترون به ادوات نظافة و علب الوان يجملون بها شوارع منطقتهم و قد اعتدت المرورو من هذه المنطقة يشير اي منهم باصبعه برقم واحد فاعطيه الجنيه الواحد و لا يطلب اكثر منه دون حديث اكثر من اشارته المعتادة لاسلمه الجنيه" .. انا اعرف ما يطلبه و هو يعرف ما سأعطيه .. و كذلك تفعل كل السيارات بجانبي .. و كلها اعتادت ذلك الامر هنا ..
و علي الرصيف لمحت عابرا لوحات فنية جميلة تفيض بالوطنية .. اشكالها بديعة .. الوانها زاهية جميلة .. كلها تعبر عن مصر و اهل مصر و حب الوطن و علمه و الاعلان عن ميلاد جديد لوطن عريق علي ايدي هؤلاء الشباب الواعد الصادق
قصة بسيطة .. فيها اعمق معاني الانتماء للوطن من شباب كان يظن الكثيرون انهم هاجروا بعيدا عنه بقلوبهم و عقولهم حتي و ان بقوا يسكنون ارضه ..
وطن سرقته قياداته في مليارات .. يبنيه شبابه بجنيه واحد .. انها مصر ..
عشتي يا بلادي بشبابك .. شباب اسقط نظاما اهدر وطنا .. و ها هو الان يقيم نظاما يبني وطنا ..
و اليوم .. بعد ما يقرب من عامين علي قيام ثورة الشعب الخالدة أري نفس مجموعة الشباب علي إصرارهم الوطني في بناء وطنهم .. و سوف ينجحون .. فساعدوهم يا كبار الوطن و لا تقفوا حجر عثرة في طريقهم .. ساعدوا شباب الوطن إنهم مستقبله ..

ليست هناك تعليقات:

المشاركات الشائعة

اعلان

مجلة حراس مصر تصميم بلوجرام © 2014

جميع الحقوق محفوظة لمؤسسة الدفاع للتنمية وحرية الاعلام والابداع ..الاراء المكتوبة مسؤلية اصحابها . يتم التشغيل بواسطة Blogger.