أقسام







مجلة حراس مصر

مجلة حراس مصر
مصرية ..باقلام وطنية تحت التأسيس

عطرها الفواح .. و عملية غسيل المخ "الأمريكية" ..بقلم مؤنس زهيرى

مؤنس زهيرىكاتب صحفى مصرى 
 وافد من بيئة مخالفة تماماً لهذه البيئة الجديدة التي سيعيش فيها عدة سنوات حتي ينتهي من دراسته العليا .. بيئة وُلد فيها و تربي لينشأ شاباً بين أحضانها .. و إذ به فجأةً يري ما كان يشاهد أسبوعياً في قاعات دور السينما قد أصبح حقيقة .. و بعد أن كان يشاهد أبطال هوليوود علي شاشة السينما البيضاء .. إذ به فجأة يشاهد علي الحقيقة كل اولئك النجوم أحياء يسيرون أمامه يعبرون الشارع ليشتم رائحة العطور الفواحة تخلفهم بعد مرورهم أمام عينيه .. تلك العينين التي كانت أبعد ما تشاهده فاتن حمامة و هند رستم .. إذ بها علي حين غرة تشاهد أوليفيا نيوتن جون و جون ترافولتا و كل منهما يمثل نموذج البطل الأميركي الجديد في سبعينيات القرن الماضي ..

إنه "الحلم الأمريكي" الذي بدأ في التحقق أمام ناظريه .. لتبدأ بعد ذلك عملية "غسيل المخ" الأمريكية للمتميزيين من مبعوثي تلك الدول النامية إستعدادأ و تجهيزاً لهم للإستفادة منهم في وقت قريب في بلادهم بإعتبارهم مواطنين أمريكيين "موفدين" من أمريكا إلي بلاد منشأهم ..
و مصطلح "غسيل المخ" أو غسيل الدماغ (بالإنجليزية: Brainwashing) هو استخدام أي طريقة للتحكم في فكر شخص واتجاهاته دون رغبة أو إرادة منه، ويسمى لحس المخ (أو الدماغ) أو التفكيك النفسي و هو أسلوب قديم استخدمه المصريون القدماء وتم تطويره عبر التاريخ ولكن أشهر من استخدمه هم الصينيون الشيوعيون في عام 1950 عندما كان الصينيون يطبقون برنامج يسمى الإصلاح الفكري الشيوعي الصيني ، حيث اعتقد الصينيون أن الأفراد الذين لم يتعلموا في مجتمع شيوعي لديهم أفكار برجوازية ويجب إعادة تعليمهم قبل أن يأخذوا مكانهم في المجتمع (موسوعة ويكيبيديا) ..

و لا تتم عملية "غسيل المخ" إلا مع من عنده إستعداد لذلك .. و هو من يكون تحت المجهر إنتقاءاً لأحسن "العناصر" و التي لا يجب أن تستغرق وقتاً طويلاً في عملية الغسيل توفيراً للمجهود و التكاليف ..

و في رأيي الشخصي أن عملية غسيل المخ الامريكية قد بدأت مع كل شعوب دول العالم الثالث (أعتبره الإسم الدلع للمسمي الحقيقي الدول المتخلفة) منذ دخلت أفلام السينما الأمريكية دور العرض السينمائية في تلك الدول .. فالبطل الأمريكي المحارب الشجاع الجسور الذي لا يخوض حرباً قتالية أو حتي معركة شوارع شخصية إلا و يخرج منتصراً داحراً لكل أعدائه حتي و إن أصابته بعض الجروح لزوم الحبكة الدرامية هو نموذج الغسيل .. و الدون جوان الأميركي الذي تسقط برموش عينيه و قوة عضليه أجمل الفتيات صرعي غرامه هو نموذج الغسيل .. و الفتاة الأمريكية فارعة الجسم ممشوقة القوام زرقاء العينين صفراء الشعر التي لا تطلب من الشاب الذي تقع في غرامه إلا قلبه فقط ملكاً لها فتعطيه حياتها و جسدها دون أن تكلفه مهراً و لا شبكة و لا منزلاً مجهزاً و لا "قايمة" فقط الحب المخلص من القلب هي أيضاً نموذج الغسيل ..

كل هذه أدوات لغسيل المخ تجعل مواطن الدول في العالم الثالث ناقماً علي عراقيل بيئته التي وُلد بها ساخطاً علي مجتمعه الذي نشأ فيه .. و تجعله يحيا في مجتمعه كل يوم و هو من الحالمين بالهروب منه في أية لحظة إلي أي مجتمع آخر غيره .. و يا سلام لو كان ذلك المجتمع الآخر هو المجتمع الأميركي الأمثل ..

لقد إستخدمت أمريكا الدراما الأميركية أو الفيلم السينمائي الأميركي بأبطاله و بطلاته في تجهيز و إعداد كل من يشاهده من مواطني دول العالم الثالث إستعداداً لإستقباله علي أرضها لو كان من الباحثين عن الحلم الأميركي الحقيقي خارج دور العرض السينمائية ..

و حين مقدمه إلي الأراضي الأميركية تبدأ عملية "غسيل المخ" للمتميزين إستعداداً لإستخدامهم في دولهم فيما بعد .. أما غير المتميزين و الذين لا يستحقون عناء الجهد أو تكلفة النقد لعملية الغسيل فيكفيه أنه شم رائحة عطر نجمة هوليوود الفاتنة .. التي كان من المستحيل أن يشمها و هو جالس في دور العرض السينمائية علي ناصية الشارع الذي يسكن فيه ..

ليست هناك تعليقات:

المشاركات الشائعة

اعلان

مجلة حراس مصر تصميم بلوجرام © 2014

جميع الحقوق محفوظة لمؤسسة الدفاع للتنمية وحرية الاعلام والابداع ..الاراء المكتوبة مسؤلية اصحابها . يتم التشغيل بواسطة Blogger.