إعلام علي طريقة "كيد النسا" ..بقلم مؤنس زهيرى

مؤنس زهيرى كاتب صحفى مصرى 

أحياناً أعجز في البحث عن وجود كلمة أو تعبير أو جملة مفيدة تعبر فعلاً عما في نفسي جراء بعض المواقف الإعلامية التي تحدث أمامي .. و هذا ما وقع لي عندما قرأت عن "الضبطية الإعلامية" ا

لتي نشرتها بوابة الأهرام عن "العثور" علي خطاب موجه من رئيس الجمهورية المصري إلي رئيس دولة إسرائيل حيث نشرت صورة الخطاب ذاته و أيضاً أعادت كتابته بخط الكمبيوتر الواضح "خوفاً" من عدم وضوح القراءة للخطاب الأصلي المكتوب بالخط الديواني (شكل من أشكال كتابة الخط العربي) ثم أعقبته بعبارة " ويظهر في صورة الخطاب، توقيع وإمضاء يحمل اسم الرئيس محمد مرسي عليه، وتوقيع وإمضاء وزير الخارجية المصري محمد كامل عمرو، وأيضًا توقيع رئيس ديوان رئيس الجمهورية." و ذلك للتأكيد أن الخطاب صادر فعلاً من رئاسة الجمهورية ..
هذا الخطاب هو خطاب بروتوكولي بحت تقر بوجوبه الأعراف الدبلوماسية بين دولة و أخري حين تقديم سفيرها الجديد للحصول علي إعتماد تعيينه لديها و الذي لن تتم الموافقة علي وجوده ممثلاً رسمياً إلا بعد ذلك الإعتماد .. و الخطاب مرتبط بصفة رئيس الجمهورية "الوظيفية" و ليس بصفته "الشخصية" أياً ما كان إسمه .. و إن لم يفعل ذلك الأمر بصفته فهو لم يؤدي جزءاً أساسياً من وظيفته كرئيس للدولة .. و "صيغة" الخطاب مكتوبة جاهزة – بنفس الخط الديواني الملكي - وقعها من قبل كل رؤساء الجمهورية السابقين بلا إستثناء .. المدهش أن الخطاب تم تقديمه في أحد البرامج الفضائية بعد ذلك كدليل "دامغ" علي تخاطب رئيس دولة مصر مع رئيس دولة إسرائيل و هما الدولتان اللتان تربط بينهما معاهدة سلام دولية معتمدة ..
فليكن الإعلام علي مستوي ما يقع في الوطن من أحداث فعلاً هي أحداث جسام ستؤثر علي مستقبله تأثيراً شديداً و هي الأوجب بالنقاش و البحث بدلاً من تلك "الإفتكاسات" الإعلامية التي تندرج تحت شعار "الإعلام بطريقة كيد النسا" .. للأسف ..