مؤنس زهيرى كاتب صحفى مصرى |
و هي مقولة عميقة المعني .. فالتبشير هو مصطلح مسيحي تعتبره الكنيسة الكاثوليكية عمل رعوي موجه إلي الذين لا يعرفون رسالة المسيح و ما تحتويه من رسائل الحب و التعاون و السماحة و العفاف و غيرها من مقومات الحياة السعيدة .. و أعتقد أن مقصد المقولة هو أن قواعد السياسة لا يجب أن تخضع لقواعد الحب و السلام و المحبة و التعاون و المساواة و عمل الخيرات و النية الطيبة إلي آخر تلك المعاني الجميلة .. إنما القاعدة الوحيدة التي يجب أن تخضع لها لعبة السياسة هي قاعدة "المصلحة" .. فالطريق الذي يحقق لك أكبر نفع من المصالح أثناء المفاوضات هو الطريق الذي يجب عليك أن تسلكه لتحقيق هدفك علي طاولة المفاوضات أو المحادثات مع الجانب الآخر .. و هي قاعدة لا ترتبط بسماحة الأديان و رسالاتها السامية و لا تخضع للنيات الطيبة التي غالباً ما تكون عنوان المؤمنين بأديانهم أياً كانت تلك الديانة إسلامية أو مسيحية .. و علي أساس مقولة هنري كيسنجر التي أعتبرها "دستور" السياسة في أي زمان فإن المتفاوض أو المتحدث مع الجانب الآخر يجب أن يُلغي تماماً من خطابه قواعد الأديان السمحة أثناء جلوسه أمام الطرف الآخر علي مائدة المفاوضات و لا يضع في حسبانه إلا قاعدة "المصلحة" لتحقيق أقصي قدر من المكتسبات لوطنه أو شعبه قبل نهاية زمن الإجتماع .. فلا يقول مثلاً هذا التصرف "حرام" أو "حلال" و لا يقول هذا ليس من "شيم الكرام" أو هذا ليس من "اللائق" .. فالمفاوضات أو المحادثات مع الجانب الآخر يجب أن تخضع لنفس القاعدة التي ينتهجها ذلك الجانب خلال تفاوضه معك و هي القاعدة التي أكدها هنري كيسنجر بمقولته الشهيرة و التي أرساها من قبله "ميكيافيللي" قبل قرون مضت .. إنها قاعدة "المصلحة" ..
إنها مفاوضات و ليست صلوات .. لذا فقيامها دون "وضوء" لا يُبطلها .. يا سادة ..
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق