ما إن تقع عيني علي كوبري قصر النيل إلا و أتذكر يوم 28 يناير عام 2011 حيث كنت أنصت لأروع ما سمعت في حياتي من ألحان و أناشيد مصرية وطنية خالصة لوجه الله و للوطن .. كانت الآلاف من المصريين تجاهد علي أرض الكوبري العابر فوق الماء لتعبر بالوطن من عهد القهر إلي عهد النصر.. بينما يقف خلفها تمثال زعيم الأمة سعد باشا زغلول قائد ثورة 1919 رافعاً يده و كأنه يشير بها إلي شعبه تجاه ميدان التحرير حيث يكون الرباط بإصرار حتي رحيل رأس القرار .. و كأني ألمح نظرة الفخر في عينيه – حتي لو كانت من الحجر الأصم – بأحفاد ثورة الشعب كانت الأولي من قرن فات و هم ماضون نحو تحقيق ثورة الشعب الثانية علي طريق كفاح الشعب المصري الخالد ضد أي إحتلال .. إحتلال أجنبي من قرن .. و إحتلال مصري بعد قرن .. نعم كانت جماهير الشعب تشدو بلحن الحرية .. الحجر نحو المصفحة كان لحن .. الصدر العاري أمام الرصاص كان لحن .. إقام فرض الصلاة علي الكوبري كان لحن .. مواجهة خراطيم المياه كان لحن .. و إن توعكت ثورة الشعب الآن بعض الشئ .. إلا أنها سرعان ما تسترد عافيتها قريباً لتستكمل اللحن الأروع الذي بدأت أولي مقاطعه علي كوبري قصر النيل من عامين مضيا .. فتوسم في الله خيراً إنه نعم المولي و نعم النصير ..
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق