أقسام







مجلة حراس مصر

مجلة حراس مصر
مصرية ..باقلام وطنية تحت التأسيس

عندما تكون أمريكا إماماً للصلاة في مصر ..بقلم مؤنس زهيرى

مؤنس زهيرى كاتب صحفى مصرى 

حين سقط الإتحاد السوفيتي و معه فكرة النظام الشيوعي ، خلق ذلك السقوط في العالم فراغاً سياسياً هائلاً ، فأسرع العالم الغربي إلى سد هذا الفراغ و صدر إلي العالم كله نظاماً روج له أكبر ترويج ليقنع الشعوب أن ذلك هو النظام الأمثل للتعاملات بين الدول و أسماه بالنظام العالمي الجديد ..
و للمؤرخ البريطاني الشهير الذي يعتبر من أشهر 
مؤرخي الغرب في هذا العصر أرنولد توينبي عبارة مشهورة قالها بالنص و هي ( إننا لا نخشى من الشيوعية فقد خرجت من جعبتنا وستعود إلينا، ولا نخشى من الجنس الأصفر ، فهم أمة لا يملكون قيماً إلا قيم الحضارة الغربية ، لكن خشيتنا من المارد الإسلامي إذا إستيقظ مرة أخرى لنفاجأ بصيحات التكبير ونداءات التهليل في جنوب أوروبا وأواسطها ) ..


و لعل هذا يفسر سبب ما حدث من مجازر للمسلمين في البوسنة و الهرسك في قلب القارة الأوروبية ذاتها خلال القرن الماضي - و هي المنطقة التي أظن أنهم إعتبروها "رأس الجسر" لعبور ذلك المارد إلي الأراضي الأوروبية - ثم إنتقلت تلك المجازر إلي بعض دول العالم الإسلامي ذاته لتبدأ مرحلة جديدة من مراحل هدم ذلك المارد الإسلامي الذي تنبأ به و توقعه المؤرخ البريطاني الأشهر حتي لا يفاجأوا به بعد حين من الوقت في قلب القارة نفسها ..

و لإيقاف زحف ذلك المارد قبل وصوله إلي السواحل الجنوبية لقارة أوروبا كما وصل من قبل كان الهجوم الخاطف علي "أرض العدو" في منطقة الشرق الأوسط مهبط الأديان السماوية التي تحض علي التسامح و الفضيلة و الأخلاق الكريمة بين أبناء المنطقة علي إختلاف دياناتهم ..
و لا يخفي علي الجميع أن اللاعب الرئيسي في هذا الموضوع هو الولايات المتحدة الأميركية التي تكفلت بإنهاء هذه المباراة لصالحها ثم تأتي من بعدها صالح القارة الأوروبية ..

فلا تظن أن الدور الأميركي في منطقة الشرق الأوسط و مصر – أكبر دول المنطقة - علي وجه التحديد هو دور لدعم الحريات أو تأييد الديمقراطيات الوليدة أو رعاية حقوق الإنسان .. إنما هو دور لتأجيج الفتن بين أبناء الشعب الواحد تمهيداً لزيادة هوة الخلاف بينهم أو حتي بين ابناء الدين الإسلامي ذاته عن طريق تأليب الأحزاب القائمة علي المرجعية الإسلامية علي بعضها البعض إستثماراً للخلافات الفقهية القائمة بينها ..

في هذا العالم لا توجد صداقات إنما الموجود هو المصالح .. المصالح فقط .. و كل العالم يسعي نحو تحقيق مصالحه إلا نحن أبناء الوطن الواحد من المسلمين و المسيحيين .. و ما أكثر الحزن الذي إعتراني و أنا أشاهد علامات الفرح بادية علي وجوه السياسيين من أصحاب التيار الإسلامي عند إستقبالهم لمبعوثي الإدارة الأميركية علي أرض مصر ظناً أن التأييد الأميركي و المباركة الأميركية لهم هو الداعم الرئيسي لنجاحهم في قيادة الوطن ..

إنما العكس هو الصحيح .. فلا مصلحة لأمريكا إلا بإستمرار وجود كائن غير مرئي إسمه "الخلاف" .. أي خلاف بين أي إثنين أياً ما كانا .. أفراداً أو أحزاباً .. المهم أن يكون ذلك الكائن حياً فاعلاً نشطاً في كل وقت ..

أمريكا تريد أن تنصب نفسها إماماً للصلاة في مصر في شخص ذلك الكائن الشيطاني .. و هذا لن يكون ..

ليست هناك تعليقات:

المشاركات الشائعة

اعلان

مجلة حراس مصر تصميم بلوجرام © 2014

جميع الحقوق محفوظة لمؤسسة الدفاع للتنمية وحرية الاعلام والابداع ..الاراء المكتوبة مسؤلية اصحابها . يتم التشغيل بواسطة Blogger.