أقسام







مجلة حراس مصر

مجلة حراس مصر
مصرية ..باقلام وطنية تحت التأسيس

سرَّ المَعبَد؟!..المقال الممنوع من النشر فى الاخبار

رؤية مصرية..


بقلم : أحمد طه النقر 
elnaqr1125@gmail.com
يعرف من يعرفونني ، وخاصة من نشطاء وقيادات جماعة الإخوان أنني طالما دافعت عن المعتقلين منهم سواء بالتظاهر على سلم نقابة الصحفيين أو في مقالاتي أو عبر العرائض التي نُشرت كإعلانات في الصحف ..وكان كل ذلك في عز جبروت نظام الرئيس المخلوع وسطوة أمن دولته..بل إنني كتبتُ على صفحات "المصري اليوم" مطالبا بحق الإخوان في تقنين اوضاعهم والخروج الى النور وتكوين حزب سياسي بإعتبارهم جزءا من الشعب المصري..وفعلتُ ذلك رغم إختلافي الجوهري معهم في الرأي والمواقف..كما فعلته وأنا أدرك تماماً الثمن الذي يتعين علىَّ دفعه لقاء ذلك..وقد دفعته بالفعل وانا راض تماما لأن الحُر الذي يؤمن حقاً بقيمة الحرية لا يقبل الظلم والقمع حتى لأشد معارضيه لدداً في الخصومة..بل إنني سأكرر ذلك الموقف دون أدنى تردد لو جاء نظام آخر واضطهد الإخوان أو إعتقلهم..
أيضاً يعرف مَن يعرفونني ومَن لا يعرفونني أنه عندما قامت ثورة 25 يناير قرر الإخوان عدم المشاركة ..وأعلن ذلك القرار قادة بارزون في الجماعة أمام ممثلي مختلف القوى الوطنية ..وآخر مَن أكد هذه الحقيقة المهندس أحمد بهاء الدين شعبان المنسق العام للجمعية الوطنية للتغيير الذي قال إن " لقاءً جمعه مع الدكتور محمد مرسي ( القيادي في الجماعة في ذلك الحين ورئيس الجمهورية الحالي) قبل 24 ساعة من ثورة 25 يناير ، وأكد له الدكتور مرسي خلال هذا اللقاء أن جماعة الإخوان لن تشارك في الثورة"..ونقل بهاء عن مرسي قوله إن الجماعة " مش هتمشي ورا شوية عيال"، مؤكدا أن "مرسي لا يستطيع تكذيب ذلك ، خاصة وأن كل مَن تابعوا الحديث ما زالوا أحياء"!!..
وبعد نجاح الثورة في الإطاحة بالنظام ، جرت تحت الجسر مياه كثيرة ، وتوالت أحداث جسام ، يعرفها القاصي والداني ، إنتهت بصعود جماعة الإخوان الى سدة الحكم في مصر بعد مرحلة إنتقالية أثارت من الاسئلة وعلامات الإستفهام أكثر مما قدمت من إجابات شافية ووافية ومُقنعة..
إنتقل الإخوان مباشرة من غياهب المُعتقلات الى أضواء السلطة ،وأدى مرشح الجماعة الدكتور محمد مرسي اليمين في مقر المحكمة الدستورية على مسافة عشرات الامتار فقط من غرفة يرقد فيها الرئيس المخلوع السجين في مستشفى المعادي العسكري، وتلك هى المعجزة الحقيقية لثورة 25 يناير العظيمة التي يبدو أن مَن لم يكتووا بنارها ويتكبدوا فيها تضحيات غالية من الأرواح والعيون والاعضاء والدماء ، عاجزون عن تقديرها واستيعابها!!..
وكأني بهذا التطور التاريخي قد أخذ الجماعة على حين غرة وأفقدها اتزانها ، إذ ظهر جلياً أنها لم تُعد العُدة وتجهز الكوادر المؤهلة لإدارة الدولة ، ناهيك عن الإصرار على الإستفراد بالسلطة وتخليها عن وعود المشاركة التي كان يمكن أن تمكنها من الإستعانة بخبرات سياسية وإدارية واقتصادية مؤهلة من تيارات وأحزاب اخرى ، مما كان من شأنه تجنيب مصر هذا الآداء الكارثي على كل المستويات داخلياً وخارجياً..ثم فاجأنا نظام الجماعة أخيراً بقرارات كارثية لرئيس الجمهورية تؤسس لقيام نظام ديكتاتوري مستبد لا معقب على قراراته لأنها محصنة سابقا ولاحقا في سابقة لا مثيل لها في تاريخ مصر والعالم!!..ناهيك عن الطامة الكبرى التي تمثلت في لجوء الجماعة ونظام حكمها الى إعادة إنتاج نظام مبارك في أسوأ وأبشع صوره..ولن أتعرض هنا للقرارات الإقتصادية التي كشفت عن إنحياز سافر للاغنياء على حساب الفقراء ، ولكني سأكتفي بالإشارة الى الحملة المنظمة التي دشنها النظام لإسكات كل الاصوات المعارضة لحكم الإخوان في الصحافة والإعلام ، وآخر تجلياتها قرار إغلاق قناة دريم الفضائية..وهنا يأتي مربط الفرس وهو أن الجماعة وقياداتها كان يتعين أن يخضعوا لعملية إعادة تأهيل حقيقية ، نفسية وسياسية وإقتصادية وإجتماعية ، قبل تولي مسئولية دولة كبرى وعتيقة وغويطة مثل مصر ، وذلك أمر طبيعي وإنساني تماماً ، ولا ينطوي على أدنى قدر من الشطط أو الإساءة لأحد..بل إنني أزعم أننا سنظلم الإخوان كثيراً إذا لم نطالب بإعادة تأهيلهم ، فضلا عن أنهم سيظلمون أنفسهم بلا رحمة إذا لم يبادروا لذلك ، وإذا لم يقرأوا النتائج الكارثية لإدارة البلاد دون رؤية استراتيجية واضحة حتى كتابة هذه السطور.. إنها النصيحة الخالصة لوجه الله والوطن ..والدين النصيحة كما تعلمنا من السلف الصالح..!!..
إنها حالة مرضية طبيعية يتعرض لها الافراد والجماعات عندما يتبدل بهم الحال فجأةً من النقيض الى النقيض ..وكان من الطبيعي أن تصيب الجماعة وتنتهى بها الى تقمص نظام مبارك والتوحد معه وتقليده..وفي هذا يقول الاطباء النفسيون إن "المضطهد يشعر بالذل والخنوع والخضوع، وحتى لا يشعر بعار هذا الذل، يتولد عنده الانبهار بالقاهر مما يدفع المضطهد إلى تقليد هذا القاهر ثم يتقمص شخصيته وفي النهاية يتوحد معه ويصبح صورة مستنسخة منه"..ويتطابق هذا الرأي العلمي بشأن ما حدث للجماعة مع رأي شاهد من أهلها هو القيادي الإخواني السابق والمحامي البارز "ثروت الخرباوي" الذي ألف كتابين قيمين للغاية هما "قلب الإخوان" و "سر المعبد" كشف فيهما الكثير من أسرار التنظيم وطبيعة العلاقات بين أعضائه ..واعتقد أنه يتعين على كل مَن يريد معرفة هوية ونمط تفكير مَن يحكمون مصر حاليا أن يبادر بقراءتهما..في "سر المعبد" يقول الخرباوي إن "أى جماعة ظلت عمرها تحت ركام الاستبداد والقهر ، لا بد وأن تتحول الى جماعة مستبدة إذا ما حكمت ، ستتحول دون ان تشعر الى نسخة اخرى من المُستبد الذي قهرها"!!..

ليست هناك تعليقات:

المشاركات الشائعة

اعلان

مجلة حراس مصر تصميم بلوجرام © 2014

جميع الحقوق محفوظة لمؤسسة الدفاع للتنمية وحرية الاعلام والابداع ..الاراء المكتوبة مسؤلية اصحابها . يتم التشغيل بواسطة Blogger.