احمد طه النقر |
هذا هو مقالي الكامل الذي نشر في صحيفة الاخبار اليوم الاحد 11-11-2012 بعد أن حذفوا منه أن الاخوان التحقوا بالعربة الاخيرة من قطار الثورة وانصرفوا الى اقتسام الغنائم مع السلفيين ، وكذلك عبارة اختطاف الثورة من قبل الاخوان..وتم ذلك العدوان السافر على حرية الرأي والتعبير دون الرجوع الي..!!!!!
* فخ الإستفتاء!!..
في جمعة "تطبيق الشريعة" إختفت من الميدان أعلام مصر وارتفعت رايات سوداء غريبة الى جانب أعلام دول أجنبية..بدا الميدان غريبا وكأنه ليس في مصر..كذلك تعالت أصوات منفرة ( بعض أصحابها من أهل السوابق ومن المدانين بجرائم القتل والإرهاب) تهاجم القضاة وتستعدي عليهم الشعب وسط صيحات هيستيرية " تكبير..تكبير"!!..جاء ذلك متزامناً مع تصريح لمسئول في "حملة لازم حازم" قال فيه إن "الديمقراطية أقذر من ورقة منديل نستعملها ونرميها"!!..خرج هؤلاء الكارهون لعَلم مصر وللديمقراطية للتظاهر ، وهذا حقهم بلا جدال ، بهدف الضغط على اللجنة التأسيسية ..ولكنهم لم ينتبهوا الى أن تظاهرهم بلا مبرر لأن أغلب أعضاء اللجنة (حوالي 70%) من المنتمين للتيار الإسلامي..ومن الواضح أن هدف هذه المظاهرات هو الدفع بكل الوسائل الآن ل"سلق" دستور على هواهم يؤسس لدولة دينية وينتهك مبدأ الفصل بين السلطات ولا يعبر عن روح وأهداف ثورة 25 يناير ..ناهيك عن ان ...* هذه اللجنة مطعون في شرعيتها..
ولكن الاخطر من عدم الشرعية هو أنه يوجد بين أعضائها العديد من غير المؤهلين ليكتبوا دستورا يليق بمصر..فضلاً عن أعضاء لا يستحقون التواجد بين صفوفها ، إما لأنهم أعضاء في مجلسي الشعب والشورى ، وهو ما يعني تضارب المصالح، أو لأنهم تولوا مناصب رسمية بما في ذلك من هيمنة للسلطة التنفيذية على تشكيل اللجنة ..اما الطامة الكبرى فتتمثل في أن
* أعضاء باللجنة لا يحترمون الدولة المصرية
ورموزها مثل السلام الجمهوري الذي رفضوا الوقوف احتراما له أثناء عزفه في الجلسة الإفتتاحية للجنة التأسيسية ، بينما وقف زعماؤهم إحتراما وتقديسا للسلام الامريكي عندما حجوا الى السفارة ليحتفلوا مع معالي سفيرة الدولة الاعظم بالعيد الوطني لبلادها!!..عدم احترام العَلم ، واحتقار السلام الجمهوري والهجوم على النظام القضائي ، الذي طالما أنصف هؤلاء ورفاقهم على مدى سنوات طويلة، أمور لايمكن تفسيرها بعيدا عن الافكار المريضة التي تكفر المجتمع الحديث وترى في نظام طالبان الصورة الامثل للدولة "الإسلامية" التي تعتبر المرأة عورة لا يجب خروجها من البيت للتعليم أوالعمل ، بل هى مجرد آلة للمتعة والإنجاب ، وترى أن التماثيل والموسيقى ومشاهدة التليفزيون رجس من عمل الشيطان!!...وعندما يسعى البعض من المحسوبين ظلما على الإسلام الى إعادتنا الى ما قبل العصور الوسطى ، فلا تستغربوا ترحيب الأعداء بحكومات "الإسلاميين" ودعمها بعد "إنجازاتهم المبهرة" في افغانستان والصومال والسودان ..وأخيراً تونس التي سبقتنا الى الثورة والى حكم "الإسلاميين" وبدأت تتجرع نتاج التجربة في هجمات السلفيين "الإرهابية" على المسارح والفنون وعلى المؤسسات الديمقراطية!!..
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق