أملي فيك يا وطن كبير .. و عشمي في الله أكبر ..

مؤنس زهيري كاتب صحفي مصري 

              مؤنس زهيرى  يكتب "  على باب الوطن "       

كل عصور الحكم لها مميزاتها و عليها عيوبها .. و لا يوجد عصر حكم في أي بلد أو أي زمن كله مميزات أو كله عيوب .. و من التاريخ تعلمنا أن الثورات لا تقوم إلا إذا طفح كيل الظلم و بلغ أقصي مداه مع شعب المحكومين .. عندئذٍ تقوم ثورة الشعب لينال حريته .. أشبه الثورة بالـ "زلزال" الذي يرج الأرض رجاً عنيفاً فجائياً ثم لا يل

بث أن يهدأ لكنه لا يسكن .. إنما تعقبه بعض الهزات الإرتدادية أقل منه قوة وأضعف تأثيراً .. نحن الآن في مرحلة الهزات الإرتدادية التي أعقبت زلزال الثورة قبل أكثر من عام و نصف مضي .. و في مرحلة الهزات الإرتدادية لا يمكنك أن ترفع قواعد بيتك الذي تهدم في الزلزال .. إنما يكون التركيز علي تنظيف المكان من مخلفات الهدم و وضع الأسس الهندسية لبناء البيت مع مراعاة وضع كود الزلازل الهندسي في البناء الجديد .. و عليه فإن كنا الآن فقدنا عوامل الإستقرار الأمني و الإقتصادي التي كانت متوفرة قبل "زلزال الثورة" إلا أن ذلك الأمر لا يعني أن ما سبق كان الأفضل مما لحق .. بإذن الله ستمر فترة الهزات الإرتدادية التي نعيشها الآن - و أقصد بها الخلافات السياسية و القانونية و الإعلامية التي نعيشها هذه الأيام - طالت أو قصرت و سيأتي بعدها الإستقرار إن شاء الله .. أملي فيك يا وطن كبير .. و عشمي في الله أكبر ..

أنا آسف يا مصر ..
------------------
حقيقة الأمر أننا أمام "دولة" تحاول إزاحة "دولة" لهذا فكل شعب الدولة أعصابه تعبانه جداً .. مصر تعيش الآن عصر دولة تُلغي دولة قبلها بكل قوانينها و قراراتها و أحكامها القضائية .. فإلي أي قانون تستند الدولة الثانية لإلغاء الدولة الأولي .. يحدث هذا في ظل غياب أبو القوانين .. إنه "الدستور" .. كيف يتأتي هذا علي أرض أول دولة عرفت "الدستور" في المنطقة العربية .. و الدستور الذي سيتم كشف "النقاب" عنه قريباً سيكون محل خلاف شديد .. كلنا مشتركون فيما وصل إليه الوطن من وضع أصبح حديث العالم .. للأسف .. نحن لا نستحقك يا وطني .. أنا آسف يا مصر .. آسف جداً كمان ..