أقسام







مجلة حراس مصر

مجلة حراس مصر
مصرية ..باقلام وطنية تحت التأسيس

إوعي نشال "الثورة" ...


                مؤنس زهيرى يكتب على باب الوطن                 

"إلهاء" الوطن عن الحدث الاهم في تاريخه الحديث (ثورة 25 يناير) - و كيفية تحقيق الإستفادة الحقيقية منها - بإفتعال أحداث أخري عن طريق الطرف الثالث للتأثر بها و نسيان الثورة ذاتها هي نفس طريقة "نشال" اتوبيسات هيئة النقل العام ... منتصف السبعينيات كنت استقل أحد الاتوبيسات في طريقي الي الجامعة و كان كالعادة مكتظاً بالركاب و كنت قابضاً بيدي اليسري علي عمود حديدي
 علي سلم الاتوبيس و اذ فوجئت بشخص يطرق طرقات خفيفة علي ساعة اليد لشد انتباهي اليه ... بينما في ذات الوقت كان آخر يعبث بالجيب الايمن للبنطلون الذي اضع فيه حافظة نقودي ... انتبهت فقفزت مسرعاً من الاتوبيس و أنقذت نفسي من اثنين من النشالين ... و أنقذت المحفظة ... اليوم يتكرر نفس السيناريو .. "الشعب" هو أنا ... "ساعة اليد" هي الطرف الثالث .... "المحفظة" هي الثورة ..


* عنـــــدما ..
------------
عندما تصل نسبة الأمية في المجتمع إلي أدني درجاتها ... عندما تضمن عملاً مناسباً لمعظم أفراد المجتمع يضمنون به قوت يومهم ... عندما تقيم قواعد العدل و الأمن في الشارع و يعيش المجتمع آمناً مطمئناً ... عندما تشبع البطون فلا تتوه بسبب الجوع عقول أصحابها ... عندما يعود الإسلام الوسطي المصري إلي قواعده علي أرض الوطن سالماً ... عندئذٍ فقط .. يمكنك إعتماد الديمقراطية منهجاً لحياة المجتمع ... أما إذا إعتمدتها بغير ذلك فالنتيجة ولادة جنين مشوه الأطراف و المعالم يشقيك أكثر مما يرضيك ..

* المحمول .. و ما أدراك ما المحمول ..
------------------------------
في ظل الظروف الإقتصادية الطاحنة التي يعيشها شعب مصر الذي بالكاد يدبر السواد الأعظم منه تكلفة حياته اليومية ليبقي فقط علي قيد الحياة .. نفاجأ بخبر بحث الحكومة إصدار رخصة المحمول الرابعة (حتي و إن إختفي الخبر بعض الوقت الآن إلا أنه سيظهر في وقت آخر) لتُضاف إلي الشركات الثلاث التي سبقتها في "سحل" الشعب إقتصادياً أكثر مما هو فيه من سحل
 ..

أمر غريب أن تصدر تلك الأفكار غير المنطقية من حكومة المفترض أنها "حكومة الشعب" .. التي تشكلت عقب إنتخاب أول رئيس مدني بإرادة شعبية .. و كأن هذه الحكومة لا يوجد أي فارق بينها و بين اي حكومة سابقة لم تشعر بمعاناة شعب أكثر من نصفه يعيش تحت خط الفقر العالمي أي بأقل من دولارين في اليوم الواحد (12 جنيه مصري) ..

و من كثرة مستخدمي المحمول و الذي يعدون بعشرات الملايين من ابناء الشعب و من كثرة تكلفة الإستخدام من فواتير شهرية و كروت شحن .. تفتق الذهن المصري العبقري عن إبتكار طريقة "الرنات" لإبلاغ المتصلين بعضهم البعض بأن مطلوب للإتصال و ذلك دون إجراء المكالمة التليفونية ذاتها فيتم حسابها علي حساب المشترك لتسحب من رصيده من كارت الشحن أو يتم إضافتها إلي فاتورته ..

و مما لاشك فيه أن شركات المحمول الثلاثة العاملة الآن عانت من ضياع قيمة مكالمات كان من المفترض إجراؤها و لم تتم من جراء عبقريات الشعب المطحون .. و ذلك ما ستحاول الشركة الرابعة تفاديه حتي لا تُحقق خسائر كان من المتوقع أن تكون أرباحاً ..

إن شركات المحمول الثلاث العاملة الآن لا تهدأ عن إبتكار شتي وسائل المغريات لجذب أكبر عدد من المشتركين إلي شبكتها للتعامل بها و الإستئثار بملايينهم دون غيرها .. دقائق مجانية .. رسائل مجانية .. مسابقات .. جوائز .. إلي آخر عوامل الجذب التي تتفتق عنها آلة شركات الإعلان التي تتولي حملاتها الإعلانية ..

و يكفي أن أذكر لحضرتك ما أعلنه الجهاز المركزي للتعبئة العامة و الإحصاء في أحدث إحصائياته أن الأسرة المصرية تنفق ما يقرب من 63% من إجمالي إنفاقها العام علي إستخدام المحمول ..

للأسف لو ظهرت شركة المحمول الرابعة فلن تعاني من "رنات" أو "ميسدات" لأن الوضع الإقتصادي في أسوأ حالاته و لن تجد إلا "آهات" الشعب المكلوم الذي بالتأكيد سيخترع إختراعاً جديداً يقابلها به كما سبق و إخترع ما واجه به الشركات الثلاث السابقة ..

كلمة أخيرة .. إذا كان و لابد من شركة محمول رابعة .. فلماذا لا تكون شركة تابعة للحكومة ذاتها كما بدأ مشروع المحمول عام 1996 بشركة تابعة لوزارة المواصلات السلكية و اللاسلكية .. و الا هو حرام تدخل كل تلك المليارات لجيب الدولة .. !

ليست هناك تعليقات:

المشاركات الشائعة

اعلان

مجلة حراس مصر تصميم بلوجرام © 2014

جميع الحقوق محفوظة لمؤسسة الدفاع للتنمية وحرية الاعلام والابداع ..الاراء المكتوبة مسؤلية اصحابها . يتم التشغيل بواسطة Blogger.