أقسام







مجلة حراس مصر

مجلة حراس مصر
مصرية ..باقلام وطنية تحت التأسيس

الثالوث المُدَنَّس (الإمبريالي الصهيوني الرجعي)..د.حسان رجب


د.حسان رجب 

 

ما يُسَمّى "الجيش الحر" مكون من المُرتزقة مِن الباكستان والهند وأفغانستان حتى إيرلندا وبريطانيا وكندا، بعضهم سَلَفيّ "جِهاديّ" وبعضهم مقاتل "قاعِديّ"، وبعضهم ضبّاط مخابرات و قُنَّاصٌ من الدول المتآمرة. وعلى الرغم من ذلك ما فتئ مراهقوّ السياسة يشيحون بوجوههم المُكفهّرّة شاحنين أرواحهَم بحقْدِ "مُعَتَّق"، وَمَن لا يُقاسمهم خطابهم الأسود من العِباد، مستذكِرينَ سنوات حقدهم البعيدة نسبياً وما يصدر عنهم هذيانٌ  بأنّ ما تشهده سورية "ثورة" نبيلة، غافِلين أو مُتَغافِلينَ عن أنّ الثورة وقيمها النبيلة باتت رماداً بارداً في هذا المشهد الدامي الملتهب منذ انطلقت الرصاصات الأولى من بنادق المتآمرين الذين كانوا يكمنون بانتظار أن يُفتَح لهم الباب على هذا "الجحيم الانتحاري" بأيدي مدعي السياسة بدءا من"درعا" التي توهّموا أنّها ستكون "سيدي بوزيد" سورية (ليتهم يُدركونَ الآنَ أيّ رماد مُرّ حصدَتْه سيدي بوزيد تونس بسيوف وهراوات وسواطير ورصاص الإسلاميين الذين فتحتْ لهم بِدِماءِ شبابِها البابَ الانتحاريّ نفسه إلى سدّة الحكم) . فكأنَّ محترفيّ المُعارضة أشعلوا الحريقَ ثمَّ انتبَذوا ركناُ داخلَ البلاد وركناً خارجَه يتنادونَ على الناس كي يطفئوه.
لقد ادَّعُوا في بدايةِ الأحداث حرْصاً على وحدةِ الجيش العربيّ السوري، ونَبْذاً للعُنْفِ، ورَفْضاً للتدخُّلِ الخارجي، لكنّهم لاحقاً باتوا يُراهنونَ على "الجامعة العربية المختطَفة من آل ثاني وآل سعود" ثُمَّ يشنّونَ هجوماً بدأ خافتاً ثمَّ علا نعيقُه ضدَّ الموقف الروسي الذي حال إلى الآن دون تدخُّل أطلسيّ خليجيّ – على غرار ما جرى في ليبيا – تحت "الفصل السابع" سيّئ السمعة، ثُمَّ باتُوا يضعون ما تبقّى من بيضهم المنكسر في سلّة "الجيش الحر"، ولكن بعضهم مِمَّن أجادَ نسبياً لعبة الأقنعة،  نعم باتَ بعضُ المثقفين السوريين وهو يتماهى في خطابه ازاء ما يجري في بيتنا الوطني مع خطاب إيهود باراك وعُتاة الصهاينة، باتَ هذا البعضُ المُتكاثر يُقَدِّم للتاريخ نماذِجَ خياناتٍ نوعيّة! .
إنّهم يتقدّمون بخُطىً واسعة إلى مُعسكر الثالوث المُدَنَّس (الإمبريالي الصهيوني الرجعي) الذي يُمعِنُ في إذلالِهم واتِّهامِهِم - ربما بتحريض من ضرائرهم في مجلس اسطنبول وخلافه - ، ولكنهم يحرنون عندما تفتح الدولةُ الوطنية لهم البابَ كي يُساهِمُوا في صَدِّ الخَطَر المُحْدِق بوطن يوسف العظمة وحسن الخراط وسلطان باشا الأطرش وصالح العلي وإبراهيم هنانو، فيتراجَعُونَ بإشارة فرنسية أو أمريكية (ياللرفاق القُدامى!) ، وينسحبون إلى حُمقِهِم مُراكِمينَ خَطاياهُم تحت شعار "إسقاط النظام أولاً"، مُتنافخين على القنوات الفضائية بأنهم لن يحاوروا النظامَ إلا على كيفية تسليمهم السلطة، ذلك أنّ "أوباما" و"ساركوزي" و"أردوغان" و"الحَمَدات" و"عبدَيّ الله" أكدا لهما أنّ النظام فقَدَ شرعيّتَه، وهذه " ّالمراجع" أصدَق عند "ثوريي الساعة" من ملايين السوريين الذين يتظاهرون تأييدا لإصلاحات القيادة السورية وأصدق من الجيش العربي السوري، جيش الشعب الذي يصدّ المؤامرة بدماء أبطاله، وأصدق من جميع مؤسسات الدولة الأخرى المتماسكة حول هذا النظام، مُتَجاهلين بما يَتَفَوّهون به حقيقةَ أنّ إسقاطَ النظام الآن يعني فقط تسليم مصائر البلاد والعباد إلى أرهاط من قطعان القَتَلة المرتزِقةِ الإرهابيين، عاجِزينَ في الوقتِ نفسه عن إدراكِ أمْرٍ واقعٍ هو أنّ النظام السوري الآن ليس هو ذات النظام الذي كان قبل 11 آذار/مارس 2011 على مستوى علاقة الحكم بالمواطن تشريعيّاً وتنفيذياً، وأنّ النظامُ الآنَ حافَظَ أيضاً على الثوابت الوطنية والرؤية القومية المقاوِمة والممانِعة إلى الصراع العربي – الصهيوني، هذه الثوابت والرؤية التي يَعدُ "معارضون" كثيرون خاصة في "مجلس اسطنبول" بإعادة النظر فيها.
قد أوكِلَ إلى تركيا الإسلامية الأطلسية وإلى الأمراء والملوك العرب في الخليج والمشرق والمغرب مهمّة استئناف تنفيذ مخطَّط "برنارد لويس" سياسياً عبْر" الجامعة العربية"، وإعلامياً عبْر القنوات الفضائية التحريضية، وعسكرياً بتسليح المرتَزِقة والزجّ بجنود نظاميين كما حَدَثَ في ليبيا حيث شاركتْ قواتٌ قَطَريّة وأردنية ومغربية، فَضلاً عن التمويل الذي تَكفَّلتْ به خاصة كلٌّ من قَطَر والسعوديّة، ألَم يعترفْ مؤخَّراً مصطفى عبد الجليل بتمويل الدوحة لأحداث ليبيا بملياريّ دولار أمريكي؟ كما تَسرَّبَ عن أمير قَطَر أنّه رَصَدَ مئةَ مليار دولار للإطاحةِ بالنظام في سورية!!.
وإذا كانت تركيا العضو في الحلف الأطلسي وحاضنة القاعدة الأمريكية وذات العلاقات التقليدية مع الكيان الصهيوني تطمَح إلى بَعْث إمبراطوريّة سلجوقيّة تمتدّ إلى الصين، وتَطْمَع في أن تُلحِقَ محافظة إدلب السورية بلواء اسكندرون السوري، فإنّ الكيان الأردنيّ الهاشميّ نَشأَ تَوْأماً للكيان الصهيونيّ سنة 1948 ولم يتأخَّر عن لعب الأدوار القذرة ضدّ نظام جمال عبد الناصر ومِن ثَمَّ ضدّ منظمة التحرير الفلسطينية ولاحقاً ضدّ نظام صدّام حسين ونظام القذّافي، وراهِناً يقوم بذاتِ الدّور في المؤامرة على سورية.
أمّا المحميّات الخليجيّة فعَدا عن اضطلاعها بدورها التقليدي المُرتَبِط بعجَلة الإمبريالية ومصالحها تاريخيّاً، فقد تَوهّمَتْ أنّها بالدور الذي تلعبه، منذ استخدامها ضدّ نظام عبد الناصر مروراً بأفغانستان والعراق وصولاً إلى نَشْر الفوضى في شمال أفريقيا ومالي ومصر وسورية وفي ذات السياق مُعاضَدة نظام آل خليفة في البحرين، توهّمتْ أنها قد تَحْمي نفْسَها – ليس من الخطر الإيرانيّ المزعوم كما يُشاع – بل مِن عَدوى ما يُسمَّى "الربيع العربي" من خلال توجيه هذه الأحداث بقوّة البترودولار كي تُسفِر عن أنظمة ومجتمعات وهّابية شبيهة بأنظمتها ومجتمعاتها خاصّة برزوح الأنظمة الجديدة تحت متطلّبات السياسة الصهيو أمريكية، ولا نشير هنا فقط إلى التزام نظام الإخوان المسلمين الجديد في مصر باتفاقيات كامب ديفيد المشؤومة مع الكيان الصهيوني، بل نلفِتُ إلى غَيْضٍ مِن "فانتازيا" سيرك الإسلام السياسي في المغرب العربي لإبهاج مُدَلَّلَةِ السيّد الأمريكي "إسرائيل"، فحركة النهضة التونسية الإسلامية الحاكمة بعدَ أن دَعَتْ وَفْداً مِن حزبِ الله اللبناني حَضَرَ مؤتمَرها الأخيرَ في تونس، تَعدُّ ذلك خطأ يَعتذر رئيسُها راشد الغنوشي عن اقتِرافِهِ، طالِباً الغفْرانَ على صفحات صحيفةٍ بترودولاريّة تصدر في لندن هي "الشرق الأوسط".
وحزب العدالة والتنمية المغربي الإسلامي الحاكم بعدَ أن دعا الناشطَ الإسرائيلي روبنشتاين مستشار رئيس وزراء العدوّ الأسبق إسحق رابين ليحَضَرَ مؤتمرَ الحزب الأخيرَ في الرّباط، يعدّ ذلك خطأ يعتذر أمين عامّه عبد الإله بن كيران عن اقتِرافِهِ، مُتَحَمِّلاً مسؤوليّة الدعوة كما أخبَرَتْنا صحيفةٌ مِن مُناضلات البترودولار تصدر في لندن أيضاً هي "القدس العربي

ليست هناك تعليقات:

المشاركات الشائعة

اعلان

مجلة حراس مصر تصميم بلوجرام © 2014

جميع الحقوق محفوظة لمؤسسة الدفاع للتنمية وحرية الاعلام والابداع ..الاراء المكتوبة مسؤلية اصحابها . يتم التشغيل بواسطة Blogger.