أين إختفت نقابة الصحفيين المصرية .. بقلم مؤنس زهيري

                                            على باب الوطن

مؤنس زهيري كاتب صحفي مصري 

أين إختفت نقابة الصحفيين المصرية ..

.............................................
هذه الأيام و بعد أكثر من سبعين عاماً من مولد نقابة الصحفيين .. اختفت النقابة في معناها .. و بقي مبناها .. اختفي النقيب .. و اختلف اعضاء مجلس النقابة فيما بينهم .. نقابة بدأت قوية لأنها اعتمدت علي اتفاق و هدف و عمل و اخلاص .. و خلصت الآن الي شقاق و تنافر و اختلاف و تباعد و شجار .. تأسست قوية عظيمة قائدة تنقد و لا تخاف تهاجم و لا تجزع

 .. و خلصت الي ضعف و استكانة و تقوقع و خوف و ترقب .. بدأت قتالها دفاعا عن المهنة و وجودها و تأثيرها و قوتها .. و خلصت الي مبني حجري مصمت جامد ساكن كئيب فرت منه الحياة .. بدأت مع الصحفي فكانت ملكاً للصحفي تدافع عن وجوده عشرات السنوات .. و خلصت ضد الصحفي الذي يعتصم بمبناها فلا يجد مدافعاً عنه .. بدأت مكاناً للفكر و الثقافة و الرؤية و البصيرة للمهنة و للوطن .. و خلصت الي مكان لتأجير قاعات المبني الفسيح لعقد المؤتمرات و إقامة الندوات .. أين نقابة الصحفيين من تعسفات مجلس الشوري بمهنة عمرها أكثر من مائتي عام من عمر الوطن ... مهنتنا في خطر لم تواجهه من قبل في أحلك فترات صدامها مع حكام الوطن ..

إنه إغتصاب "أمة" و ليس إغتصاب "أنثي" ..

............................................
في حبكة القصة السينمائية عندما يتطلب سياق الرواية وجود واقعة تغرير بأنثي كانت رموز المخرج "قديماً" لعرض الواقعة علي الشاشة .. التصوير خارج حجرة النوم التي يظهر بابها مفتوحاً نصف فتحة .. ثم لحظات سكون .. ثم موج البحر يضرب صخر الشاطئ أو زجاج نافذة يتحطم .. و أشهر من برع في إستخدام تلك الرموز المخرج الراحل عز الدين ذو الفقار .. أما "حديثاً" فتصوير الواقعة يتم علي الشاشة تفصيلياً و كأنه درس خصوصي للمتزوجين حديثاً في "طريقة الزواج" .. إنه إغتصاب "أمة" و ليس إغتصاب "أنثي"

أسهل شئ في الدنيا أن تتكلم و تتمني و تحلم ..

..........................................
و أصعب شئ في الدنيا أن تعمل و تجتهد و تبتكر لتؤكد كلامك و تحقق أمنيتك و تنفذ حلمك الذي داعب خيالك .. عندما تأمن شعوب الأمة الإسلامية لبعضها البعض .. عندما يؤمن مشايخ قبائل النفط العربية أن شعوب العرب الاسلامية لهم بعض الحق في ثروات استودعها الله في أرضهم .. عندما يؤمن القادة العرب بأهمية و ضرورة البحث العلمي و يعترفون بمكانة العلم وقيمة العمل .. عندئذ فقط - و ليس قبل هذا - من الممكن أن تكون هناك "خلافة اسلامية" للذين يتمنون إعادة الخلافة الإسلامية .