أقسام







مجلة حراس مصر

مجلة حراس مصر
مصرية ..باقلام وطنية تحت التأسيس

البحث عن نبي غائب و البحث عن وطن حاضر .. بقلم مؤنس زهيري

مؤنس زهيري كاتب صحفي مصري 
                                علي باب الوطن 

أتفحص وجوههم الشابة في مقتبل العمر فأراهم ابناء جيل واحد علي وجه التقريب .. أشاهد افواههم و هي تنفتح عن آخرها تنطلق منها أصوات الغضب تحملها حناجر صارخة و تعلو بحرارتة هتافاتها اللون الأحمر الدموي يكسو الوجوه .. انظر إلي يد كل منهم أراها أصبحت قبضة القوة تلوح عالية في السماء .. أنظر إلي الأقدام علي الأرض أراها راسخة
ثا
بتة و كأنها تعلن أنها لن تبرح مكانها إلا بصعود روح جسد يحملها .. ما كل هذا الإيمان بما يهتفون .. و ما كل ذلك الإصرار علي ما يفعلون .. حتي ليبدو الأمر و كأنه إحدي غزوات الفتح الإسلامي لبلدان الكفر و الإلحاد القاصية عن مكة المكرمة .. إنهم شباب نتاج تربية و تعليم ثلاثة عقود من الجهل المنظم المدروس يتلقونه في مراكز العلم المدرسية و الجامعية .. هم شباب تتنازعه روح الإيمان بعد صلاة فرض العشاء في المسجد ليذهب بعدها إلي حفل أحد المطربين .. إنهم يبحثون عن هادٍ لهم من ضلالة يحبونها لكنهم لا يؤمنون بها .. إنهم يبحثون عن نبي بعد أن خُتمت رسالة السماء بالنبي الخاتم حيث لا نبي بعده .. و ذلك بدلاً من البحث عن الوطن الموجود يعيشون علي أرضه .. إلتف الشباب حول أشخاص مستعدون لبذل الدم من أجلهم .. و إنفضوا مبتعدين عن وطن هو الأحق بالدم و الفداء .. و تلك هي المشكلة التي نعاني منها اليوم .. تحولت قضية الدفاع عن وطن إلي قضية الدفاع عن مواطن حولوه إلي نبي و إن كان من بني البشر .. مهمتنا أن نحول قضية أولئك الشباب من البحث عن نبي غائب .. إلي البحث عن وطن حاضر لكنهم لا يرونه أمامهم مع أنهم يقفون علي أرضه .. و هذا هو أصل الإشكال الذي نعيشه من عقود مضت .


                       **********************************

أريد دستوراً فيه "وطنية" لا "قدسية" ..
-------------------------------------------------------

.. و لطالما أن السادة الأفاضل أعضاء اللجنة التأسيسية لكتابة الدستور المصري لا يتفقون علي أغلب مواده .. إذاً فلنعطي الأمر لفقهاء القانون الدستوري من رجالات القانون الذين أفنوا أعمارهم في ذلك الأمر ليس لهم شاغل غيره ..

فقهاء و أساتذة القانون الدستوري الذين تزخر بهم الجامعات المصرية و معظمهم كانت لهم أدوار كبيرة في صياغة دساتير
 معظم الدول العربية .. و لهم من الخبرة الاجتماعية و السياسية و الاقتصادية ما يمكنهم من القيام بذلك الدور الهام بعيداً عن الهوي السياسي أو الانتماء الحزبي ..

أريد دستوراً وطنياً مصرياً يستقي بنوده من شريعة الله الحقة السمحة الحافظة لحقوق الإنسان أرقي مخلوقات الله علي أرض الله .. شريعة الله المنزهة عن هوي النفس .. ذلك الهوي الذي يغلب علي كتابات بعض مواده الحادثة الآن في اللجنة و التي تثير الخلافات بين الكثيرين من أعضائه .. أريد دستوراً بنوده صارمة قاطعة صياغته ذات تفسير واحد فقط صريح واضح لا يقبل تفسيرين ..

شعب مصر العظيم سجلت كتب التاريخ "كفاحه" المُضني من أجل صياغة دستور ينظم الحياة في دولته .. ففي الفترة ما بين عامي 1805 و 1882 شهدت البلاد نضالا طويلا للشعب المصري انتهى بإصدار دستور للبلاد سنة 1882 في عهد الخديوي توفيق ، ثم ما لبثت سلطات الاحتلال الإنجليزى أن ألغته ، و لكن الشعب المصري واصل جهاده إلى أن صدر في 19 أبريل سنة 1923 دستورا إنعقد علي أساسه أول برلمان مصري في 15 مارس سنة 1924 ... و ظل دستور سنة 1923 قائما إلى أن أُلغي في 22 أكتوبر سنة 1930 ، ثم في ديسمبر 1935 عاد العمل بدستور سنة 1923 الذي ظل معمولا به إلى ديسمبر 1952 عقب قيام ثورة يوليو 1952 ..

أريد دستوراً فيه "وطنية" لا "قدسية" .. فلا قدسية إلا لكتاب الله .. يكفينا خجلاً حتي الآن أن اللجنة لم تصل إلي إطار عام لكتابة دستور مصر و كأن مصر تكتب دستورها لأول مرة بعد كل ذلك التاريخ المشرف ..

ليست هناك تعليقات:

المشاركات الشائعة

اعلان

مجلة حراس مصر تصميم بلوجرام © 2014

جميع الحقوق محفوظة لمؤسسة الدفاع للتنمية وحرية الاعلام والابداع ..الاراء المكتوبة مسؤلية اصحابها . يتم التشغيل بواسطة Blogger.